(^١)، وروى جابر بن عبد الله (^٢) عن النبي ﷺ أنه قال: لا أعفي من قتل بعد أخذه الدية (^٣)
قال الله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ﴾ (^٤).
معنى هذه الآية والله أعلم: بقاء؛ لأن الذي يريد القتل إذا علم أنه يُقتل أمسك فبقيا جميعًا، وإن قَتَل إنسان فُقتل قصاصًا توقى أهل الشر خوفًا من القصاص (^٥)،
(^١) ابن جرير في تفسيره: ١/ ١١٣.
(^٢) جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري، قيل: أبا عبدالله، وقيل: أبا عبدالرحمن، وقيل: أبا محمد، أحد المكثرين عن النبي ﷺ، شهد معه تسع غزوات، عاش أربعًا وتسعين سنة، مات سنة: ٧٤، وقيل: ٧٧، وقيل: ٧٨. [الاستيعاب: ١/ ٢٢١، والإصابة: ١/ ٢١٣].
(^٣) رواه أبو داود في سننه: ٤/ ١٧٣، كتاب الديات باب من يقتل بعد أخذ الدية، وأحمد في مسنده: ٣/ ٣٦٣، وأبو دادود الطيالسي في مسنده: ٣/ ٣٢٠ بلفظ (لا أعافي)، والبيهقي في سننه: ٨/ ٥٤ كتاب الجنايات باب من قتل بعد أخذ الدية، قال ابن جحر في الفتح: ١٢/ ٢٦٠: أخرجه أبوداود وفي سنده انقطاع.
(^٤) [سورة البقرة: الآية ١٧٩]
(^٥) ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية معنى غير هذا المعنى، وجعل هذا المعنى من الأمور البديهية التي يعرفه جميع الناس، والتي ينزه القرآن أن يكون هذا مقصوده، وحمل معنى الآية على ما ذكره حيث قال: أنه إذا كتب عليهم القصاص في المقتولين أنه يسقط حر بحر، وعبد بعبد، وأنثى بأنثى، فجعل دية هذا كدية هذا، ودم هذا كدم هذا، متضمن لمساواتهم في الدماء والديات، وكان بهذه المقاصة لهم حياة من الفتن التي توجب هلاكهم.
[مجموع الفتاوى: ١٤/ ٧٩].