أيقظ صوت الصبي العجوز الشمطاء من غفوتها، فقالت: «هل ما تسمعه أذناي صوت طفل؟ أبعدوه عن هنا! أبعدوه قبل أن يأتي الغجر!» وزحفت على ركبتيها نحو الحذاء، ثم تنهدت وسقطت.
حدثت ضوضاء حول عمود التشهير، فأيقظت العجوز الشمطاء التي ركضت نحو النافذة وصاحت: «لا بد أن الغجرية تنادي علي!»
مدت ذراعيها النحيلتين من بين القضبان، وصاحت: «إذن فهذا أنت أيتها الغجرية! خاطفة الأطفال، اللعنة عليك! اللعنة عليكم جميعا!»
صرخت صوفي، وفرت هي وآن وهما تجذبان أوستاش خلفهما.
الفصل التاسع
كوازيمودو في عمود التشهير
أخذ الحشد المتجمع حول عمود التشهير يضحكون ويلقون بالحجارة على كوازيمودو؛ فقد كان هدفا سهلا، وغالبا ما كانت الحشود المتجمعة ترمي السجناء في عمود التشهير بكافة الأشياء.
هز كوازيمودو العمود، وأخذ يتأرجح جيئة وذهابا. صار وجهه أحمر، ثم رأى كلود فرولو على حصانه، وظن أنه قد كتبت له النجاة! لكن لم يدم بقاء القس طويلا، فركل حصانه بقدميه لينطلق الحصان مبتعدا.
صاح كوازيمودو بصوت أجش: «ماء!»
فما كان من الحشد حول عمود التشهير سوى أن علت ضحكاتهم أكثر. وكلما ازدادت حركة كوازيمودو صار أكثر عطشا، وأخذ يصيح: «ماء!»
Shafi da ba'a sani ba