فصاح من فرط يأسه قائلا: «ويل لي، ما أتعسني وأشقاني! لقد جوزيت بما أستحق على استخفافي بنصح الخلد وتحذيره، ولكن من كان يدري أن خلدا حقيرا له من الرأي ما يعتد به، أو يصح أن يركن إليه.»
فأجابه الخلد بكل هدوء وسكون: «ليتك نزلت من سماء كبريائك، ولم تشمخ بأنفك مزدريا بكلامي، وأنعمت النظر في ما ذكرته لك، ذاكرا أني أعيش مذقاعا
4
في بطن الأرض مع جذور الأشجار، فلا عجب إذا كنت أدري بمواضع الضعف ممن يعيشون في أعاليها.»
النقد الأثري
عثر أمي جاهل على قطعة من نقود أثرية، تعلوها قشرة سميكة من الصدأ والتراب، ورآها أحد هواة
1
النقود القديمة، وقدر قيمتها الأثرية، وعرض مبلغا معقولا ليشتريها به، فرفض، واستمهله للغد.
ولما خلا بنفسه، سكت برهة، ثم هز رأسه، وهمهم
2
Shafi da ba'a sani ba