فقلت: نعم هو بعينه.
فاعترض آخر وقال: عليك بمدير الداخلية.
فقلت: كلمته في بيت صديقي نسيت عازار، في غرزوز. ورأى أحدهم أن المحافظ يقدم ويؤخر، فأجبت: كذلك فعلت في غرزوز، ثم ذكرته في عاليه.
وقال أحدهم: والقائمقام.
فقلت: آخر حديث كان بيننا يوم عيد مار يوحنا (24 حزيران). سألني إذا كان عندنا مشاع فقلت له: الضيعة كلها مشاع. ووعدني بزيارة، وأظنه فزع من الطريق فتأخر.
فقال أحدنا: يا هو، نسيتم النواب.
فأجابوه: النواب يسألون عنا ويعرفوننا قبل الانتخاب، النواب مساكين ما بيدهم شيء.
أما شيخنا فاحتد وانتخى - هو خائف أن يموت ولا يصلي عليه المطران - وأخذ يشيخ علي: يظهر يا خالي أنك تعرف تخربش على الورق، وتطقطق على الآلة (الآلة الكاتبة) ليل نهار. خبرهم عن طريقنا أنها أهم درب في جبل لبنان، (قادومية) تربط الدنيا ببعضها. ما سمعت حكي الجرائد عن سيدنا البطرك؟ لا تتعجبوا، البطرك ملزوم يمشي! المجمع اللبناني يأمره بزيارة أبرشيته، هكذا قل لهم حتى يعرفوا حالهم.
فعلت ضحكة أحس بها الشيخ - مع أن الفتى أكل ثلاثة أرباعها - فعقد حاجبيه ودار ثم قال لي مشيرا إلى الشباب: أولاد! الحكي معهم ضائع. يا مارون، ما قلت للحكام إننا دفعنا ربع المجيدي، ونصف المجيدي، والليرة، والربع. منذ سنة الستين إلى اليوم، والحكومة ما صرفت بارة واحدة على دربنا، لو ردوا لنا مالنا بلا فائض عملنا أحسن درب في لبنان كله بلا جميل مخلوق خلقه الله.
فقلت له: قلت لهم كل هذا، وقلت لهم أيضا: إن الحكومة اعتبرت دربنا فعدتها من (المنافع العامة) بقرار سجل في النافعة تحت رقم 2116 بتاريخ 22 آيار سنة 1932 وقلت لهم: إن شق الباقي - 6 كيلومترات - يربط الشمال بالجنوب وتنفتح أقرب درب إلى الأرز وقلت ...
Shafi da ba'a sani ba