ويسير في شرحه الدرب الدرب فيقول: يعني الاسم منه معرب ومبني لشبه من الحروف مدني. فهمتم؟ فقلنا: نعم إلا واحدا اجترأ وقال: لا. ما فهمت يا معلمي.
فرد المعلم ذيل كوفيته الأيمن على كتفه اليسرى وقال: شربل جحش، مهما شرحنا له لا يفهم. فضحكنا وبكى شربل. ومضى المعلم يشرح بتلك البراعة، يقول لنا أشياء وأشياء وقل منا من فهم عنه شيئا.
ومضت السنة على ذلك النوال، يلقي علينا ألفاظا يضل في واديها الشنفرى، ويتيه امرؤ القيس.
وفي ذات يوم جاء والد يحمل الزاد لابنه، فقعد يستريح قرب شباك غرفة درسنا، فسمع معلمنا الخوري يترنم بهذا البيت مستشهدا به على مضارع كان وحذف نونه:
صاح شمر ولا تك ذاكر الموت
فنسيانه ضلال مبين
فصاح ذلك الوالد من الخارج وهو يصفق على فخذه: يه يه يه. استح يا خوري يوسف! لا تعلم أولادنا قلة الهيبة.
ويجي رأس السنة فيفرض علينا أن نكتب إلى آبائنا مكتوب معايدة فنحك رءوسنا فلا يخرج منها شي، فنهرع إلى الكتب المختصة بالمراسلات كالشهاب الثاقب وغيره، حتى إذا وقعنا على المكتوب المطلوب نقلناه بكل أمانة وبعثنا به إلى أهلنا. وإليك واحدة من هذه الرسائل الطريفة التي نقلها رفيق لي عن تلك الكتب، ووجهها إلى والده:
والدي العزيز
بعد لثم يديكم وطلب رضاكم الأبوي على الدوام. أحاول أن أكتب إليكم فيفت في عضدي لأن باعي قصير، ولكن شوقي إلى محياكم يجري قلمي في هذا المضمار.
Shafi da ba'a sani ba