Ahadith Mazini
أحاديث المازني
Nau'ikan
وأراني أبلغ بهذا مالا أبلغ بالقوة والضغط. ومطلبي ما هو أوفق لكلينا لا ما هو أوفق لي وحدي فإن الشركة لا تصلح بهذا الاستئثار.
والزواج شركة على التحقيق ولا يحسب أحد أن الرجل يضع في هذه الشركة أكثر مما تضع المرأة وأنه لهذا مغبون فيها فإن هذا خطأ. فليس السعي للرزق كل ما تقتضيه هذه الشركة وأن المرأة لتبذل حياتها كلها لا جهدها لإنجاح الشركة. حسبها الحمل والوضع.
ولو أمكن أن يحمل الرجل لأمكن أن يدرك هول ما تتحمل المرأة في سبيل هذه الشركة. ولكنه لا يحمل مع الأسف فهو في الغالب لا يستطيع أن يقدر نصيب المرأة وما يكلفها الزواج وما يعرضها له. ولا كيف تضحي بها الحياة لتملأ الدنيا بمثلي ومثلهم ممن لا يستحقون هذه التضحية.»
فترك هذا وقال «ولكن ألا يجب أن يكون للبيت سيد.. إن المركب يغرق إذا كان له رئيسان».
فقلت: «آه.. حكاية التركي الذي جرد سيفه ليلة الزفاف وأطار به عنق القطة ليرهب الزوجة المسكينة.. لا يا سيدي.. ليس الأمر أمر سيد أو سيدة. فما ثم محل لذلك. وأين محل هذا ولكل من الرجل والمرأة عمل وأصدقك فأقول أني لا أدري كيف يمكن أن تجور المرأة على الرجل أو يجور الرجل على المرأة.
أخل ذهنك من كل فكرة عن السيادة وأخل لها ذهنها أيضا.. تفاهما معا.. هي لها عملها وواجباتها التي لا تستطيع - حتى إذا أردت - أن تشاركها فيها.. وأنت لك عملك وواجباتك التي يعييها أن تشاركك فيها. وكل منكما يمضي بعد ذلك في طريقه لينهض بأعبائه الموكولة إليه فأين يكون الاختلاط والاحتكاك والخلاف. وإذا حدث فلماذا لا يكون بالحسنى..».
قال: «والغيرة.. أليست بلاء».
قلت: «طبعا.. والرجل أيضا يغار.. أليس هذا بلاء.. فلماذا لا تضع نفسك في موضع المرأة وتنظر إلى الأمور من ناحيتها هي أيضا. صحيح أن المرأة أسرع إلى الغيرة من الرجل وأن غيرتها أحمى فبلاؤها لهذا أعظم.
ولكن هذه طبيعتها ولا حيلة لها في ذلك لأن الغريزة الجنسية في المرة أقوى منها في الرجل إذ كانت هي مدار حياتها.
ثم إن الواحد منا يتقبل أصدقاءه على علاتهم ويحتمل أمزجتهم التي تخالف مزاجه ويوفق بين رغباته ورغباتهم - وما أكثر ما تتباين ويظل مع ذلك صديقهم ويظلون هم أصدقاءه فلماذا لا يكون هذا حال الزوجين.. لماذا لا يحتمل كل منهما الآخر على العلات.. وهما بذلك أولى من الصديقين..
Shafi da ba'a sani ba