Ahadith Mazini
أحاديث المازني
Nau'ikan
ومن كثرة نسياني تحتاج الخادمة أن تحاسبني كلما هممت بالدخول أو الخروج فإني أفقد مناديلي لأني أنسى أين أتركها أو ألقيها ولا أذكر ماذا صنعت بها. وزوجتي تعدها مسئولة عن هذه المناديل التي لا ينتهي الخلاف عليها ولا ينقطع الجدال من جرائها. فأنا أزعم أني تركتها حيث ينبغي أن تترك هذه الأشياء والخادمة تنفي ذلك وتؤكد أني لم أفعل - بأدب طبعا - وتقسم أنها عدتها فألفتها ناقصة. وزوجتي تحدق في وجهي وتسألني هل أكون مستريح الضمير إذا صدقوني. ومن وصل الأمر إلى الضمير والذمة فإنه لا يسعني إلا أن أتردد وأقول بالأرجح والمعقول كأنها قضية منطقية.
فتشير زوجتي إلى الخادمة وتقول «يكفي.. إذهبي يا بنت» فتذهب البنت ولكنها تواجهني حين أهم بالخروج وتسألني كم منديلا معي فأصيح بها «أوووه.. وهل أنا أعرف.. سبحان الله العظيم ألا يمكن أن يستريح المرء في هذا البيت.. ما معنى هذا التعطيل.. تنحي من فضلك».
فتقول: «أرجو أن تعدها».
فأقول: «وما الفائدة ما دامت تضيع.. هه» وأخرجها من الجيوب وأعدها وأقول «ثلاثة» مثلا فترجوا ألا أن أنسى أنها ثلاثة فأقول «طيب.. طيب».
وتفتح لي الباب وأنا عائد وتسألني عن المناديل فأخرج ما أحمل منها وأرمي به إليها وأمضي عنها فتدركني وهي تصيح وتقول «هذه أربعة.. من أين الرابع؟»
فأتعجب وأقول: «من أين جاء.. ماذا تعنين.. ربما كنت اشتريته».
فتقول: «ألا يمكن أن تكون أخذت منديل صديق وأنت.. أنت..».
ويمنعها الأدب والحياء أن تنطق باللفظ فأنوب أنا عنها وأقول «ذاهل. أليس كذلك. كلا لم يبلغ الأمر هذا الحد».
فتلح وتقول: «ولكن من أين جاء إذن».
فأقول متململا: «أووووه. إن شكواك لا تنقطع من أن المناديل تنقص وأنت الآن تزعمين أنها زادت واحدا فاحمدي الله إذن وأريحيني».
Shafi da ba'a sani ba