Nominalists .
فالواقعيون يقولون إن الوجود الحق للأفراد، والاسميون - في رأي خصومهم - يتعلقون باسم على اللسان لا وجود له في الحس والعيان، وكل ما فيه أنه عنوان.
فهذا خلاف قديم لم يخلقه الوجوديون المتأخرون، ولكن الوجودية الحديثة تعد مع ذلك - ظاهرة من ظواهر القرن العشرين لم يعرفها الأقدمون كما عرفها اليوم الفلاسفة المعاصرون.
الوجودية الحديثة
هذه الوجودية الحديثة في الواقع هي ظاهرة اجتماعية نشأت بعد نشوء الديمقراطية وتجسمت وتضخمت بعد نشوء الشيوعية.
ضاع الفرد في غمار المجموع.
أصبح الشأن كل الشأن للعدد لا للمزية والخصائص الفردية.
فالوجودية الحديثة هي ثورة احتجاج من الفرد على طغيان الجماعات، وهي إثبات لحق الفرد أمام الدعاوي الكثيرة التي تكاد أن تلغيه وتفنيه في غمار السواد.
ومما لا جدال فيه أن الوجودية بهذا المعنى ظاهرة طبيعية معقولة، وأن الحاجة ماسة في العصر الحاضر إلى إقامة الحد الفاصل بين طغيان الكثرة العددية وحقوق المزايا الفردية، وأن كل وجودي متدين أو غير متدين في زماننا هذا يريد أن يثبت حقه أمام السلطة الدينية أو السلطة العرفية أو السلطة السياسية.
شرط الاعتدال
Shafi da ba'a sani ba