فاستأنست بكلامي، وقالت: لا يسأل متسول عما يليق وعما لا يليق. - يجب أن يتغير كل شيء. - ماذا تعني؟ - يجب أن نبدأ حياة لائقة.
فتمتمت بتأثر: لم أصادف أحدا مثلك، كانوا كلهم حيوانات.
فتساءلت بامتعاض : كلهم؟! - لا أريد أن أخفي عنك شيئا، سرحان الهلالي، سالم العجرودي، وأخيرا طارق.
صمت ... تذكرت أمي، أما هي فقالت: إن كنت ممن لا ينسون الماضي، فالفرصة ما زالت متاحة للتراجع.
أخذت راحتها بين راحتي، شعرت بقوة ذاتية تدفعني للقوة والتحدي، فقلت: لا أبالي إلا بالقيمة الحقيقية. - حدثني قلبي دائما بأنك أكبر من مخاوفي الصغيرة. - لست طفلا.
فقالت باسمة: لكنك ما زلت تلميذا. - ذلك حق، ما زالت أمامي مرحلة طويلة.
فقالت ببساطة مخلصة: أصبح لدي مدخر قليل، وبوسعي أن أنتظر.
لكنني وقعت في أسر الحب، وفاضت بي رغبة كامنة في هجر البيت الملوث الكئيب، فعقدت العزم على اتخاذ قرار يحول بيني وبين التراجع، ويفتح لي في الوقت ذاته طريقا جديدا. قلت: بل يجب أن نعقد زواجنا في الحال.
فتورد وجهها، وازداد حسنا، وأرتج عليها القول. فقلت: هذا ما يجب علينا.
قالت بانفعال: الحق أني أريد أن أغير هذه الحياة، أريد أن أهجر المسرح أيضا، لكن هل تضمن أن يمدك أبوك ببعض المال؟
Shafi da ba'a sani ba