Tunanin da Mutane: Tarihin Tunanin Yamma

Mahmud Mahmud d. 1450 AH
60

Tunanin da Mutane: Tarihin Tunanin Yamma

أفكار ورجال: قصة الفكر الغربي

Nau'ikan

وباللاتينية

j ، وقد اتخذت العامة التي تميل إلى النكتة، والتي لا تفوتها مثل هذه الأمور، هذا الفارق الحرفي، موضعا للفكاهة، وتندرت بأن هذين الحزبين من رجال الكنيسة الموقرين إنما يختلفان في حرف من حروف الأبجدية. وقد انحدر إلينا من هذا الموقف تعبير بالإنجليزية ما زلنا نستعمله هو

jot

ومعناها ذرة أو نقطة، وتستخدم للدلالة على الأمر التافه.

ولا ينبغي أن يسوقنا هذا المثل القديم من التشكك القديم الذي يقوم على أساس لفظي إلى الاعتقاد بأنه لم يكن هناك فارق حقيقي بين الأثناسيين والآريين، ومن ثم فإن مجلس نيقية كان بوسعه أن يختار أثناسيوس أو آريوس لأنهما سواء. وقد ذكرنا من قبل عند الحديث عن الإنجيل الرابع كيف أن التجاذب المثمر بين هذا العالم والعالم الآخر كان أمرا واقعيا وحاسما في المسيحية. وليس بوسع المسيحية أن تقبل المنطق الذي يلزم للاختيار بين هاتين العقيدتين اللتين لا تتفقان من الناحية المنطقية. ولو أنها أخذت بمذهب «أصحاب المعرفة» لانساقت إلى متاهة من السحر، والغثيان، وإنكار هذه الدنيا. ولو أخذت بمذهب آريوس لانساقت إلى قبول مجرد لهذه الدنيا يقوم على أساس من العلم أو الإدراك العام. أما الكاثوليكية - وهي المسيحية التقليدية - فقد وضعت قدما ثابتة في كل من العالمين.

وكان الإمبراطور قسطنطين - وهو مسيحي على الأقل من الناحية السياسية - هو الذي دعا مجلس نيقية إلى الانعقاد. وما إن حل عام 325م حتى سادت الهرطقة اليهودية التي كانت غامضة فيما سبق العالم الإغريقي الروماني. وعاشت بقايا الجماعات الوثنية عدة قرون أخرى، واتخذت المسيحية الظافرة كثيرا من المعتقدات والعادات الوثنية وجعلت منها قديسين محليين وعادات وخرافات محلية. ولكن النصر كان برغم هذا كاملا بدرجة تدعو إلى العجب، وأصبحت المسيحية في القرن الرابع ديانة العالم الغربي.

العقيدة المسيحية

وهنا، والكنيسة ظافرة منتصرة، يجب علينا أن نحاول عرض العقيدة المسيحية بين عامة النساء والرجال في صورة منظمة. وسوف أقوم بذلك دون أن ألجأ إلى دقائق علوم الدين، مركزا اتجاهي نحو تلك الشخصية الأسطورية ؛ شخصية الرجل المتوسط. وعلى القارئ أن يدرك أن الخلاف في الرأي - في كل نقطة تقريبا مسجلة في الصفحات القلائل الآتية - كان قائما في مكان ما، وفي وقت ما، وفي أكثر الأوقات غالبا، بين أولئك الذين يسمون أنفسهم المسيحيين. وبعض هذا الخلاف يمس نقطا دقيقة حقا.

ولما حل القرن الرابع كانت العقيدة في ظهور المسيح للمرة الثانية في وقت قريب، وما يترتب على ذلك من انتهاء العالم، قد فترت بطبيعة الحال. ومن حين إلى آخر يظهر المتنبئون المسيحيون الذين يتنبئون بظهور المسيح للمرة الثانية في وقت قريب، ويجمعون حولهم فرقا صغيرة من المؤمنين، ومن ثم فقد تجمع الميلارايت وسط ولاية نيويورك، في القرن التاسع عشر المستنير، يرتدون الثياب البيضاء، وهم على يقين، يتوقعون نهاية العالم. ولكن هذه العقائد الكلياستية (أي التي تؤمن بعودة المسيح وسيادته ألف عام) كما يسمونها فنيا، عقائد جريئة، لا تدخل في العقيدة الرسمية المسيحية المقبولة. كما يجب أن نلاحظ أن المسيحية - من وجهة نظر مصير الفرد - لم تفقد البتة إحساسها بقضاء الله في الناس قضاء مباشرا لا راد له. ويتوقع كل مسيحي عند الموت أن يواجه حساب ربه النهائي.

والمسيحي يعتقد في إله واحد، يتجسد في الثالوث، وهو كائن كامل خلق الدنيا والإنسان، وأراد للإنسان أن يحيا الحياة السعيدة التي تحكي عن جنات عدن. ولكن آدم - أول إنسان - الذي خلقه الله حرا، اختار أن يعصي الله بارتكابه الخطيئة. ونتيجة لخطيئة آدم طرد الإنسان من الجنة بإرادة إله عادل، وحكم عليه بحياة ناقصة على الأرض. ولكن الله لم يتخل عن أتباعه. ويروى في العهد القديم أن شعب الله المختار أقاموا الصلاة لله في هذه الدنيا القاسية، وبعد ألفي عام من الظلام أرسل الله ابنه الوحيد - يسوع المسيح - لكي يمكن للناس من الغفران من الإثم، والعودة لا إلى جنة عدن، ولكن إلى مملكة شبيهة بها ليست على هذه الأرض، ولكنها في السماء. والمسيح، وهو الإله الذي صار إنسانا، قد مات على الصليب حتى تتاح الفرصة لكل امرئ لكي يتحاشى الموت.

Shafi da ba'a sani ba