Tunanin da Mutane: Tarihin Tunanin Yamma
أفكار ورجال: قصة الفكر الغربي
Nau'ikan
لقد اجتهدت حتى الآن في أن أصدر أحكاما عامة أساسية عن البروتستانتية بوجه عام. غير أن أوضح حكم عام - كما يحب حتى المترفقون من الكتاب الكاثوليك أن يقولوا - يستطيع المرء أن يصدره عن البروتستانتية هو أنها لم تكن كلا؛ فإن كانت هناك وحدة بروتستانتية فإنها تلتمس في الأمور المجردة وفي الأحكام الروحية العامة، أما فيما يتصل بأمور التنظيم الدنيوية، وشئون الإدارة، والمالية، والمظاهر الخارجية للوجود الجماعي، فهناك تنوع في المذاهب يحير الألباب. وقد جاء في ذلك المرجع الأمريكي المعروف «التقويم العالمي» أنه قد وجد في الولايات المتحدة القارية في عام 1947م، 256 هيئة دينية. وإذا بحثت في هذا المرجع تحت عنوان «كنيسة الله» مثلا وجدت ما يأتي:
كنيسة الله.
كنيسة الله (آندرسون).
كنيسة الله، اليوم السابع.
كنيسة الله (الأصلية).
الكنيسة الوحيدة لله.
الكنيسة الوحيدة لله.
وليس التكرار في السطرين الأخيرين خطأ مطبعيا.
إن الباحث النظامي الذي يأخذ على عاتقه تصنيف الكنائس البروتستانتية لا يجد بين يديه معيارا واحدا يقيس به. والواقع أن العنوان الذي اخترناه لهذا الفصل من الكتاب - وهو «أشكال البروتستانتية» - قد يدل على نسق خاص لا يتفق والواقع ، وذلك إن أخذنا الأشكال (وهي في الأصل الإنجليزي ألوان الطيف) بمعناها الحرفي. وتستطيع أن تصنف الجماعات البروتستانتية - على الأقل في بلد معين - طبقا لقيمتها الاجتماعية، أو ثراء أعضائها، أو مقدار ابتعادهم الديني عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، أو درجة حماستها الإنجيلية، أو مدى قيامها على أسس الكتاب المقدس. وسوف نأخذ هنا الكنيستين الوطنيتين الكبيرتين، الأنجليكانية واللوثرية - وهما في عين الناقدين تتبعان أراستس؛ أي تخضعان القوى الدينية للقوى الدنيوية - مثالا لليمينيين في البروتستانتية، والطوائف الكالفنية مثالا للوسط العظيم، والطوائف الأشد ثورة مثالا لليساريين. ويلاحظ أن «النظامية» تطور تم في القرن الثامن عشر، لا نستطيع أن ندخله في حسابنا هنا.
وكانت النسبة إلى أراستس (الأيراستي) لفظة تدل على الكفاح، تثير الحماسة في الجدل عند آبائنا بالتأكيد كما تثيرنا اليوم لفظة «الاشتراكي». وهي باختصار ذلك المبدأ الذي ينتمي إلى رعاية رجل سويسري من رجال الدين (ولا أريد القارئ أن يخلط بينه وبين أرازمس ابن مدينة روتردام، ذلك الإنساني الهولندي). وقد دعا إلى ألا تخرج الكنيسة عن أن تكون هيئة من الهيئات التابعة للدولة؛ فرجال الدين هم شرطة الآداب في الدولة، والوطنيون العلمانيون هم الذين يعادلون بين كلمة الله وكلمة الحكام.
Shafi da ba'a sani ba