وتماثلت شرفاته وصحونه ... في الحسن بين مخرم ومرخم
وأول هذه الأبيات:
هذه منازل من هويت فيمم ... وارتع وسح بربعها ديم الدم
عجنا فمن صب بصب دموعه ... ذربٍ ومن متعملٍ متعلم
غراء يجحد لحظها بسقامه ... قتلى فتخبر عن دمي بالعندم
شعل الهوى طرفي وقلبي إذ بدت ... يوم النوى بتأمل وتألم
منها:
من كل طلق الوجه إن شهد الوغى ... لقي العدى بتهجم وتجهم
ولمجبر أحد شعراء مجلس مولانا - خلد الله سلطانه _في وصف فوارة في المباني الشريفة على ما أوجبه تخيله، واقتضاه توهمه وتمثله؛ لأنه أدركها بنظره، ولا أجال فيها حاسة بصره:
وفوارة يستمد السحا ... ب من فضل أخلافها المحتلب
رأت جمرة القيظ محمرة ... لها شرر كرجوم الشهب
فظلت بها الأرض تسقي السما ... ء خوفا على الجو أن يلتهب
وهذا من قول الآخر في وصفها: أمطرت الأرض بها السماء ومن المستحسن في ذلك ما أتى به علي بن الجهم في قوله:
وفوارة ثأرها في السماء ... فليست تقصر عن ثارها
ترد على المزن ما أسبلت ... على الأرض من صوب مدرارها
والذي صنعه الشعراء في هذا الباب هو مستقر في الخزائن المعمورة مغن عن التوسع فيه؛ لاسيما وهذه الخدمة لمحة، والذي أورد فيها على وجه الإشارة.
1 / 21