Haske Akan Sunnar Annabi Muhammad
أضواء على السنة المحمدية
Nau'ikan
أما الشام : فقد ذكروا أنها أرض المحشر والمنشر وأرض الابدال . . . وأن نزول عيسى سيكون بهذه الارض ، وإليك بعض ما جاء فيه من الاحاديث الكثيرة : روى أحمد وأبو داود والبغوى والطبراني وغيرهم : عليكم بالشام فإنها خيرة الله من أرضه ، يجتبى إليها خيرته من عباده ، إن الله قد توكل بالشام وأهله . وفي حديث آخر : الشام صفوة الله في بلاده يجتبى إليها صفوته من عباده فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه ، ومن دخلها من غيرها فبرحمته . وروى البيهقى في الدلائل عن أبى هريرة مرفوعا : الخلافة بالمدينة والملك بالشام . وعن كعب الاحبار : أهل الشام سيف من سيوف الله ينتقم الله بهم ممن عصاه ! ومن حديث : ستفتح عليكم الشام ، فإذا خيرتم المنازل فيها فعليكم بمدينة يقال لها " دمشق " - وهى حاضرة الامويين - فإنها معقل المسلمين في الملاحم ، وفسطاطها منها بأرض يقال لها الغوطة . وقد جعلوا دمشق (1) هذه - هي الربوة التى ذكرت في القرآن الكريم " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " وذلك في حديث مرفوع . وقد جعلها أبو هريرة من مدائن الجنة في حديث رفعه إلى النبي هذا نصه : أربعة مدائن من مدائن الجنة مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق . وأما مدائن النار : فالقسطنطينية وطبرية وأنطاكية وصنعاء ! وبينما يجعلون القسطنطينية هذه في هذا الحديث من مدن النار إذا بهم يروون هذا الحديث في فضلها وذلك بعد أن أصبحت مطمح الانظار : لتفتحن القسطنطينية فنعم الامير أميرها ونعم الجيش ذلك الجيش ، ولعل هذا الحديث قد وضع من أجل يزيد بن معاوية لانه كان أمير الجيش في غزوة القسطنطينية .
---
(1) مما روى في فضل دمشق ما أخرجه أبو داود عن أبى الدرداء أن رسول الله قال : إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة ، إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام . أضواء على السنة المحمدية (*)
--- [ 130 ]
Shafi 129