Haske Akan Sunnar Annabi Muhammad

Mahmud Abu Rayya d. 1390 AH
110

Haske Akan Sunnar Annabi Muhammad

أضواء على السنة المحمدية

Nau'ikan

سماعه من الرسول (1) والعهد يومئذ قريب ، والصحابة متوافرون ، والمادة لم تنقض بعد . . . ثم كان عمر يتثبت في النقل إذ كانت طائفة من الناس قد مردت على النفاق وكانت الحاجة قد اشتدت إلى الرواية - وكان عمر وعثمان وعائشة وجلة من الصحابة يتصفحون الاحاديث ، ويكذبون بعض الروايات التى تأتي ، ويردونها على أصحابها ، ثم خشى عمر أن يتسع الناس في الرواية ، فيدخلها الشوب ، ويقع التدليس والكذب من المنافق والفاجر والاعرابي ، فكان يأمرهم أن يقلوا الرواية وكان شديدا على من أكثر منها أو أتى بخبر في الحكم لا شاهد له عليه ، لان المكثر وإن جاء بالصحيح فقد لا يسلم من التحريف أو الزيادة أو النقصان في الرواية ، وقد سمعوه (صلى الله عليه وسلم) يقول : من كذب على فليتبوأ مقعده من النار (2) . وعلى هذه الجهة من التوقى والامساك في الرواية كان كثير من جلة الصحابة وأهل الخاصة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) كأبى بكر والزبير وأبى عبيدة والعباس بن عبد المطلب يقلون الرواية عنه بل كان بعضهم لا يكاد يروى شيئا كسعيد بن زيد وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة . وكان أكثر الصحابة رواية أبو هريرة وقد صحب ثلاث سنين (3) وعمر بعده (صلى الله عليه وسلم) نحوا من خمسين سنة (4) ولهذا كان عمر وعثمان وعائشة ينكرون عليه ويتهمونه وهو أول راوية اتهم في الاسلام وكانت عائشة أشدهم إنكارا عليه لتطاول الايام بها وبه إذ اتوفيت قبله بسنة . . . ثم كانت الفتنة أيام عثمان واضطرب من بعدها حبل الكلام في الخلافة وخاض الناس في ضروب من الشك والحيرة والقلق فكان فيهم من لا يتوقى ولا يتثبت ، وألف كثير من الناس أمر هؤلاء فلم يبالوا أن يتبينوا فيرجعوا في الرواية إلى شهادة

---

(1) وقال على رضى الله إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه وإذا حدثني عنه محدث استحلفته فإن حلف لي صدقته . (2) هذه هي الرواية الصحيحة . (3) الصيحيح أنه صحب النبي عاما وتسعة أشهر كما حققناه في كتابنا " شيخ المضيرة " فيرجع إليه . (4) توفى أبو هريرة سنة 59 هجرية . (*)

--- [ 114 ]

Shafi 113