Haske Kan Sahihai Biyu
أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي
Nau'ikan
عمار بن ياسر ومحمد بن ابي بكر الى ابي موسى الاشعري، وكان ابو موسى عاملا لعثمان على الكوفة، فبعثهما علي (ع) اليه والى اهل الكوفة يستفزهم، فلما قدما عليه قام عمار بن ياسر ومحمد بن ابي بكر فدعوا الناس الى النصرة لعلي (ع)، فلما امسوا دخل رجال من اهل الكوفة على ابي موسى، فقالوا: ما ترى، انخرج مع هذين الرجلين الى صاحبهما؟ فقال ابو موسى: اما سبيل الاخرة ففي ان تلزموا بيوتكم، واما سبيل الدنيا فالخروج مع من اتاكم، فاطاعوه، فتباطا الناس على على (ع).
فقد كان لكلام ابي موسى الاشعري صاحب المنزلة والمقام في الكوفة من الاثرالسي ما ثبط عزيمة شيوخ القبائل الكوفية وشخصياتها عن نصرة الامام علي (ع).
وذكر ابن قتيبة بعد هذا الكلام الحديث الذي دار بين ابي موسى من جهة وبين عمار بن ياسر ومحمد بن ابي بكر من جهة اخرى، ثم ذكر خطبة ابي موسى الاشعري على منبر الكوفة التي عرف بها نفاقه وتزلزله في معرفة الحق، وتمييزه الحق من الباطل وفساد عقيدته وانحرافه عن الامام على (ع) وكلامه هذا ان دل على شي فانما يدل على خمول ابي موسى الفكري بحيث لا يمكنه التمييز بين الحق والباطل، وانه من جملة اولئك الذين قال الله في وصفهم: (جحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما)(1).
فكانت خطبته في مخالفة الامام على (ع) وتثبيطه الناس عن القتال الى جانب علي (ع) بمثابة زرع بذور النفاق بين شيوخ القبائل ورؤسا الكوفة وشخصياتها والتي اينعت ثمارها في ما بعد في حرب صفين وغيرها.
وكان ابو موسى معتقدا باولوية عبدالله بن عمر وافضليته للخلافة ولم يكن يعدل به احدا، وانه هو الذي خلع الامام على (ع) عن الخلافة يوم التحكيم(2).
3 عمرو بن العاص بن وائل: هو احد رجال الصحيحين، وعداؤه للامام على (ع) ليس بخفي على احد ممن له ادنى معرفة بالتاريخ وقضاياه.
ومما يشهد على هذا العدا الدفين، صفحات حياة عمرو بن العاص المليئة بالخزي والعار، ومشاركته في المؤسسة الاموية مع الشرذمة التي نصبها معاوية لجعل الحديث، واشتراكه في واقعة صفين الى جانب معاوية، هذه الحروب والوقائع الدامية التي تلت صفين كلها كانت من خططه التي رسمها واحتياله المعروف، مثل قضية التحكيم ورفع المصاحف على الرماح في صفين التي آلت فيما بعد ذلك الى الجريمة العظمى التي كسرت شوكة الدين وهزت اركانه وثلمت في الاسلام ثلمة ما سدها شي يعني استشهاد امير المؤمنين علي (ع).
وانه سلك في عدائه لامير المؤمنين (ع) نفس المسلك الذي سلكه ابيه بالتبني --- ... الصفحة 103 ... ---
Shafi 102