Adwa' ala Awda'una al-Siyasiyah
أضواء على أوضاعنا السياسية
Mai Buga Littafi
دار القلم
Lambar Fassara
الأولى
Inda aka buga
الكويت
Nau'ikan
بعد هذا العرض السريع والموجز لمظاهر الدوامة التي تلف العالم يرد هذا السؤال: ألا يمكن أن نخرج من هذه الدوامة؟
والجواب: يجب أن نعلم أولًا أننا لا نعيش وحدنا في هذا العالم، وأن الحدود السياسية أصبحت الآن خطوطًا وهمية على الخرائط وأن الوقت الذي كانت تستطيع فيه دولة ما أن تغلق فيه الأبواب على نفسها وتعيش بعيدًا عن العالم قد انتهى والعالم اليوم قد أصبح قرية صغيرة فمن بيتك اليوم ترفع سماعة التليفون وتخاطب صديقًا في أمريكا وصديقًا آخر (بمجرد إدارة القرص) في اليابان، والغزو الإعلامي الخارجي دخل البيوت إلى مخادع الزوجات وليس هناك مكان في العالم اليوم بمنأى عن الحرب المدمرة والمصالح الاقتصادية تشابكت بحيث لو حدث إضراب عمال في مكان ما من العالم لتأثرت أجزاء كثيرة له، ولو احترقت نصف آبار البترول في العالم اليوم دفعة واحدة لعاد الناس جميعًا إلى ما قبل الآلة ولاندثرت الحضارة الحديثة، وأي خلل في ميزان القوى، وفي ضبط النفس بين روسيا وأمريكا يعرض العالم للدمار، ولقد وقف العالم على هذه الهاوية مرات عديدة وكادت أن تقع الكارثة، وكل يوم يأتي يزيد من احتمال الوصول إلى حافة الهاوية.. باختصار لسنا وحدنا في هذا العالم، ولكن ثمة أمم ودول كانت تعاني مثلنا هذه الحالة من الضياع والدوار والشتات، ولكن بفضل رجال مخلصين من أبنائها استطاعت أن تخرج ولو قليلًا من الدوامة الروسية الأمريكية مع أنها مع ذلك لم تتخلص نهائيًا وهذه الدول هي: الصين، واليابان، وألمانيا، ولست بصدد بيان الدور الذي اضطلعت به كل دولة منها لتتخلص جزئيًا من التكالب والسيطرة الروسية الأمريكية عليها. وأما منطقتنا الإسلامية والعربية منها بالذات فما زالت نهبًا للصراع بين
1 / 145