Littafin Ma'abota Hikima
الأذكياء
Mai Buga Littafi
مكتبة الغزالي
أَحدهمَا ليَبِيعهُ فَلَقِيَهُ رجل مَعَه طبق فِيهِ سمك فَقَالَ لَهُ تبيع هَذَا الْحمار قَالَ نعم قَالَ أمسك هَذَا الطَّبَق حَتَّى أركبه وَانْظُر إِلَيْهِ فَدفع إِلَيْهِ الطَّبَق فِيهِ السّمك فَرَكبهُ وَرجع ثمَّ رَكبه وَدخل زقاقًا ففر بِهِ فَلم يدر أَيْن ذهب قَالَ فَرجع الْمُحْتَال فَلَقِيَهُ رَفِيقه فَقَالَ مَا فعل الْحمار قَالَ بعناه بِمَا اشْتَرَيْنَاهُ وربحنا هَذَا الطَّبَق من السّمك
وَقد روينَا أَن رجلا سرق حمارا فَأتى السُّوق ليَبِيعهُ فَسرق مِنْهُ فَعَاد إِلَى منزله فَقَالَت لَهُ امْرَأَته بكم بِعته قَالَ بِرَأْس مَاله أَنبأَنَا مُحَمَّد بن أبي طَاهِر قَالَ أَنبأَنَا عَليّ ابْن المحسن عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي عبد الله بن مُحَمَّد الصروي قَالَ حَدثنَا بعض إِخْوَاننَا أَنه كَانَ بِبَغْدَاد رجل يطْلب التلصص فِي حداثته ثمَّ تَابَ فَصَارَ بزازًا قَالَ فَانْصَرف لَيْلَة من دكانه وَقد غلقه فجَاء لص محتال متزي بزِي صَاحب الدّكان فِي كمه شمعة صَغِيرَة ومفاتيح فصاح بالحارس فَأعْطَاهُ الشمعة فِي الظلمَة وَقَالَ أشعلها وجئني بهَا فَإِن لي اللَّيْلَة بدكاني شغلًا فَمضى الحارس يشعل الشمعة وَركب اللص على الأقفال فَفَتحهَا وَدخل الدّكان وَجَاء الحارس بالشمعة فَأَخذهَا من يَده فَجَعلهَا بَين يَدَيْهِ وَفتح سفط الْحساب وَأخرج مَا فِيهِ وَجعل ينظر الدفاتر وَيرى بِيَدِهِ أَنه يحْسب والحارس يتَرَدَّد ويطالعه وَلَا يشك فِي أَنه صَاحب الدّكان إِلَى أَن قَارب السحر فاستدعى اللص الحارس وَكَلمه من بعيد وَقَالَ اطلب لي حمالًا فجَاء بحمال فَحمل عَلَيْهِ أَربع رزم مثمنة وقفل الدّكان وَانْصَرف وَمَعَهُ الْحمال وَأعْطى الحارس دِرْهَمَيْنِ فَلَمَّا أصبح النَّاس جَاءَ صَاحب الدّكان ليفتح دكانه فَقَامَ إِلَيْهِ الحارس يَدْعُو لَهُ وَيَقُول فعل الله بك وصنع كَمَا أَعْطَيْتنِي البارحة الدرهمين فَأنْكر الرجل مَا سَمعه وَفتح دكانه فَوجدَ سيلان الشمعة وحسابه مطروحًا وفقد الْأَرْبَع رزم فاستدعى الحارس وَقَالَ لَهُ من كَانَ حمل الرزم معي من دكاني قَالَ مَا استدعيت مني حمالًا فجئتك بِهِ
1 / 190