أدب الموعظة
أدب الموعظة
Mai Buga Littafi
مؤسسة الحرمين الخيرية
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٤هـ
Nau'ikan
يعنون بشأنه، ويتداعون للعمل به، أو الإقلاع عنه.
وما سطع الإيمان في نفس إلا كانت كالبلد الطيب ﴿يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾؛ فابذر - أيها الواعظ - في النفوس من الحكمة والموعظة الحسنة ما شئت أن تبذر؛ فلا تريك إلا نيات صالحة، وأعمالا راضية.
ثم إن مبلغ جهد الإنسان إنما هو البلاغ، والهداية بيد الله ﷿ قال ﷿ ﴿إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾ [الشورى٤٩] .
وقال: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة: ٢٧٢] .
وقال: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [الشورى:٤٩] .
وقال: ﴿أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [يونس:٩٩] .
٥٥ـ أن يستشعر الواعظ أنه هو المقصود الأول من موعظته، وأنه مفتقر إلى الله ﷿ فذلك يدعوه إلى ربط القول بالعمل، ويردعه عن التمادي في الإعجاب، ويبعثه إلى الانطراح بين يدي الله ﷿ وسؤاله أن لا يكله إلى نفسه طرفة عين.
كما أن ذلك يقوده إلى التواضع، والزراية على النفس.
كل ذلك من أسباب توفيقه وتسديده.
فما أجمل أن يكون الواعظ كثير الانكسار والتذلل لله ﷿ وما أروع أن يستحضر معنى قوله - عندما يقول في مستهل موعظته ـ: "أوصيكم ونفسي بتقوى الله ﷿ ".
ولقد كان العلماء الربانيون العالمون بالله وبأمره ﷿ يأخذون بهذه السيرة؛ فتراهم يستشعرون بأنهم أولى الناس بالتذكرة، وأنهم أخوف الناس على أنفسهم، وأرجاهم لغيرهم.
1 / 100