77

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Mai Buga Littafi

مؤسسة الحرمين الخيرية

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٤هـ

Nau'ikan

وكثيرا ما ينهض الرجل للعمل الصالح يكون في غفلة عنه، وما ينهبه إلا بيت شعر يحتوي على حكمة. قال ابن جريج ﵀: "ما ظننت أن الله ﷿ ينفع أحدا بشعر عمر بن أبي ربيعة حتى سمعت وأنا باليمن منشدا ينشد قوله: بالله قولي له في غير معتبة ... ماذا أردت بطول المكث في اليمن إن كنت حاولت دنيا أو نعمت بها ... فما أخذت بترك الحج من ثمن فحركني ذلك على الرجوع إلى مكة، فخرجت مع الحاج وحججت"١. وجاء هذا الخبر في وفيات الأعيان أن ابن جريج قال: "كنت مع معن بن زائدة باليمن فحضر وقت الحج، ولم تحضرني نية، فخطر ببالي قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي: بالله قولي له في غير معتبة ... ماذا أردت بطول المكث في اليمن إن كنت حاولت دنيا أو نعمت بها ... فما أخذت بترك الحج من ثمن قال: فدخلت على معن، فأخبرته أني قد عزمت على الحج، فقال لي: ما يدعوك إليه ولم تكن تذكره؟ فقلت: ذكرت بيتين لعمر بن أبي ربيعة، أنشدته إياها، فجهزني، وانطلقت"٢. ٣٦ـ صوغ التشابيه، وضرب الأمثلة: فمن الأساليب الناجعة النافعة في الوعظ صوغ التشابيه البديعة، وضرب الأمثلة الرائعة. وللتشبيه، والتمثيل أثر كبير في جعل الحقائق الخفية واضحة، والمعاني

١ الأغاني للأصفهاني١/١١١ـ١١٢. ٢ وفيات الأعيان لابن خلكان١/٥١٢، وانظر: نوادر في الأدب لمحمد بن الحسين، ص٣١ـ٣٢.

1 / 79