أدب الموعظة
أدب الموعظة
Mai Buga Littafi
مؤسسة الحرمين الخيرية
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٤هـ
Nau'ikan
ثم ذكر أبو هلال ﵀ أمثلة لابتداءات جياد، ومن ذلك قوله: "ومن أحكم ابتداءات العرب قول السموأل:
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل١
وقال بعضهم: أحكم ابتداءاتهم قول لبيد ﵁:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
وبعضهم يجعل ابتداءات هذه القصيدة:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحب فيقضى أم ضلال وباطل٢
ومما ينبغي تجنبه في مفتتح الموعظة تحريج المخاطبين، وإلزامهم بسماع الموعظة، وتخويفهم من القيام قبل أن يكمل موعظته خصوصا إذا كانت مفاجئة وعلى غير موعد.
وذلك كأن يبدأ كلامه بإيراد ما يخوفهم من ترك سماع الموعظة، أو أن يقول إذا بدأ ثم رأى بعض الحاضرين قد انصرف: ﴿فَمَا لَهُمْ عَنْ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ﴾ [المدثر:٤٩] .
أن يقول في بداية كلامه: من كان يحب الله ورسوله فليجلس إلى غير ذلك من الافتتاحات التي تغلق القلوب، وتنفر من سماع الموعظة.
٢٨ـ حسن الختام: فالخاتمة هي آخر ما يلقيه الواعظ من كلامه، ولها الأثر البالغ الباقي؛ إذ هي آخر ما يعلق بالنفس، وأكثر ما يتصل بالقلب.
فإن كان وقعها حسنا انسحب ذلك على الموعظة، وإلا ساء الأثر،
١ كتاب الصناعتين، ٤٣٣. ٢ كتاب الصناعتين، ص٤٣٤.
1 / 70