Adamu Smith: Gabatarwa ta Gajeru
آدم سميث: مقدمة موجزة
Nau'ikan
إن رجل النظام ... غالبا ما يكون على دراية شديدة بغروره وخيلائه، وكثيرا ما يتيم بالروعة المزعومة لخطته الحكومية المثالية إلى درجة تجعله يرفض أبسط انحراف عن أي جزء منها ... ويبدو أنه يتخيل نفسه قادرا على تنظيم مختلف أفراد المجتمع الكبير بالسهولة نفسها التي تحرك بها اليد قطع الشطرنج، غير أنه لا يدرك أنه في رقعة الشطرنج الكبيرة للمجتمع البشري، تمتلك كل قطعة مبدأ للحركة يخصها ويختلف تماما عما يختار المشرع فرضه عليها.
29
إن الحرية والطبيعة يمثلان دليلا أكثر ثقة لخلق مجتمع متناغم يعمل بكفاءة، وذلك بالمقارنة مع المنطق المتعجرف لأصحاب الرؤى الحماسية والخيالية.
هوامش
الفصل الخامس
محاضرات سميث وكتاباته الأخرى
أوصى سميث بأن تحرق معظم أبحاثه غير المنشورة عند وفاته (وهو طلب طبيعي تماما في عصره؛ لأن الكتاب كانوا يرغبون أن يتم تقييمهم على أساس أعمالهم التامة، وليس على أساس ملاحظاتهم الأولية)؛ ولذلك لم يصلنا إلا القليل من كتاباته التي تخرج عن نطاق ما سطره في «ثروة الأمم» و«نظرية المشاعر الأخلاقية»، لكن هذا القليل يبين لنا مدى الاتساع الهائل لدائرة تعلم سميث واهتماماته. ومن ذلك: نقد لقاموس صامويل جونسون، ومقالات حول الاتجاهات الفكرية في أوروبا، وأصل اللغات، والفنون من رسم ودراما وموسيقى ورقص، وملاحظات حول الشعر الإنجليزي والشعر الإيطالي، ودراسات حول تاريخ الفيزياء والفلسفة في العصور القديمة، وأطروحة من سبعين صفحة عن «تاريخ علم الفلك».
ومن حسن الحظ أن لدينا أيضا ملحوظات كتبها طلبته على المحاضرات التي ألقاها تحت عنوان «محاضرات في البلاغة والأدب الإبداعي» و«محاضرات في فقه القانون»، وعلى الرغم من أن هذه الملاحظات لم تكن بقلم سميث، فإنها تقدم لنا رؤى ثمينة حول تطوره الفكري في جلاسكو. كما أن الكثير من الفقرات تعاود الظهور في كتابه «ثروة الأمم» أيضا. (1) الموضوع الجامع الشامل
على الرغم من التنوع الكبير للموضوعات التي يغطيها سميث في هذه المحاضرات والكتابات المتعددة، فإنها جميعا تكشف عن أمر مهم في المقاربة التي اتبعها، وهو أنه ليس عالما في الاقتصاد أو الأخلاق أو التاريخ أو قواعد اللغة، قدر ما يعد عالم نفس اجتماعيا؛ إذ لديه رغبة في معرفة كيف يتعامل الذهن البشري مع العالم ومع غيره من البشر، وكيف يشكل أمورا عظيمة من هذه العلاقات. ويرى سميث أن العلم لا يتعلق كثيرا بدراسة الواقع قدر ما يتعلق بكيفية تحليل الأذهان البشرية للواقع وتنظيمه بما يخدمها، وأن اللغة والأخلاق والاقتصاد جميعها بنى اجتماعية نافعة تنبثق إلى حد ما من التقاء الأذهان، وأن القانون والعدل يتعلقان بكيفية حماية البشر للتعايش السلمي.
تعد الشروح التي قدمها سميث ما يمكننا أن نطلق عليه بلغة اليوم «تطورية»؛ فقد منحتنا الطبيعة ميولا طبيعية تتضافر بطريقة ما لجعل هذه المؤسسات الاجتماعية الأكبر تعمل من أجل الصالح العام. وربما لا نفهم كيف تؤدي محاولاتنا التي نبذلها من جانبنا للمساومة أو التواصل أو الانسجام مع الآخرين إلى إنتاج منظومة عامة ونافعة خاصة بالاقتصاد أو اللغة أو العدل، لكنها تقوم بذلك فعلا. وفي الواقع، إذا لم تقم بذلك، وإذا كانت ذات أثر هدام، فإن المجتمع لن يستمر بقاؤه. فما يحاول سميث التوصل إليه هو كيفية ارتباط هذه الأفعال الفردية بالمنظومة الكلية. (2) آراء سميث حول فلسفة العلوم
Shafi da ba'a sani ba