24

Adabin Neman Ilimi

أدب الطلب

Bincike

عبد الله يحيى السريحي

Mai Buga Littafi

دار ابن حزم

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Inda aka buga

لبنان / بيروت

Nau'ikan

Adabi
Tariqa
ونظمنا جَمِيعًا عقد الْمَوَدَّة وسابق الإلفة فرأيته يَقُول فِيهَا مُخَاطبا لإِمَام الْعَصْر إِن الَّذِي يَنْبَغِي لَهُ وَيجب عَلَيْهِ أَن يَأْمر جمَاعَة يكبسون منزلي ويهجمون مسكني وَيَأْخُذُونَ مَا فِيهِ من الْكتب المتضمنة لما يُوجب الْعقُوبَة من الاجتهادات الْمُخَالفَة للْمَذْهَب فَلَمَّا وقف على ذَلِك قضيت مِنْهُ الْعجب وَلَوْلَا أَن تِلْكَ الرسَالَة بِخَطِّهِ الْمَعْرُوف لدي لما صدقت وفيهَا من هَذَا الزُّور والبهت والكلمات الفظيعة شئ كثير وَهِي فِي نَحْو ثَلَاثَة كراريس وَعند تَحْرِير هَذِه الأحرف قد انتقم الله مِنْهُ فشرده إِمَام الْعَصْر إِلَى جَزِيرَة من جزائر الْبَحْر مَقْرُونا فِي السلَاسِل بِجَمَاعَة من السوقة وَأهل الْحَرْف الدنيئة وأهلكه الله فِي تِلْكَ الجزيرة (وَلَا يظلم رَبك أحدا) وَكَانَ حُدُوث هَذِه الْحَادِثَة عَلَيْهِ ونزول هَذِه الفاقرة بِهِ بمرأى ومسمع من ذَلِك الْوَزير الرافضي الَّذِي ألف لَهُ تِلْكَ الرسَالَة استجلابا لما عِنْده وطلبا للقرب إِلَيْهِ وتوددا لَهُ وَمن جملَة مَا وقفت عَلَيْهِ من الرسائل الْمُؤَلّفَة بعناية هَذَا الْوَزير رِسَالَة لبَعض مشائخي الَّذين أخذت عَنْهُم بعض الْعُلُوم الإلهية وفيهَا من الزُّور ومحض الْكَذِب مَا لَا يظنّ بِمن هُوَ دونه وَمَا حمله على ذَلِك إِلَّا الطمع فِي الْوَزير فعاقبه الله بِقطع مَا كَانَ يجرى عَلَيْهِ من الْخَلِيفَة وَأُصِيب بفقر مدقع وفاقة شَدِيدَة حَتَّى صَار عِبْرَة من العبر وَكَانَ يفد إِلَيّ يشكو حَاله وَمَا هُوَ فِيهِ من الْجهد وَالْبَلَاء فأبلغ جهدي فيمَ منفعَته وَمَا يسد فاقته وَهَكَذَا جمَاعَة من المترسلين عَليّ المبالغين فِي إِنْزَال الضَّرَر بِي أرجعهم الله إِلَيّ راغمين وأحوجهم لمعونتي مضطرين وَلم أعاقب أحدا مِنْهُم بِمَا أسلفه وَلَا كافيته بِمَا قَدمته فَانْظُر صنع الله مَعَ من عودى وأوذى لأجل تمسكه بالإنصاف ووقوفه عَنهُ الْحق

1 / 52