لهذه العقائد اما الدقائق من كون الصفات ذاتيه وفعليه وان ايها عين ذاته تعالى وأيها ليست بعينه الى ان قال في حق الإمام زين العابدين عليه السلام : ان له حق الأملاء والتعليم والإنشاء وكيفية المكالمة والمخاطبة وعرض الحوائج الى الله تعالى ، فانه لولاه لم يعرف المسلمون كيف يتكلمون ويتفوهون مع الله سبحنه في حوائجهم ، فان هذا الإمام علمهم بانه متى ما استغفرت فقل كذا ، ومتى ما خفت فقل هكذا واذا كنت في شدة فقل كذا ، وان عجزت عن تدبير أمر فقل كذا ، وإن كنت مظلوما فاقرأ دعاء كذا.
يقول الاستاذ عبد الهادي المختار في شرحه لرسالة ( الحقوق ): كنت قبل اطلاعي على رسالة الحقوق للامام زين العابدين اعتقد ان الامام زين العابدين رجل محراب ولا هم له إلا الصلاة والعبادة والزهد والبكاء والانصراف الى الله ، ولكني علمت بعد ذلك انه رجل دولة وواضع شريعة ، ومنشيء قانون ، وعلمت لماذا حارب علي معاوية ، ولماذا صالح الحسن معاوية ، او لماذا أضحى الحسين بنفسه وولده ، وعلمت ان التشريح والتقنين ليس بجديد وإنما أخذه غيرنا عنا ، فصرنا نقلدهم في ما استفادوه منها ونستفاد ما فقدناه.
أقول وفي العهد الصفوي ذلك العهد الذي كان ازهى عصوره للعلم لا تكاد تجد بايران سيما اصفهان دارا فيها القرآن الكريم إلا وجدت معه الصحيفة الكاملة وذلك حسب ما ادبهم أئمتهم عليهم السلام وعنايتهم بهذه الثروة العلمية التي هي أثمن تراث إسلامي ، وكان أهل البيت لا يفارقونها سفرا وحضرا كما ورد ان يحي بن زيد بن علي بن الحسين كان وهو في طريقه إلى خراسان يخرجها ويقرأ فيها.
يقول العلامة محمد جواد مغنية : وما قرأها إنسان من اي لون كان إلا
Shafi 269