198

قال فمات الشافعي فأشترى أشهب من تركته عبدا ، ثم مات اشهب فاشتريت انا ذلك العبد من تركته. قال المسعودي حدثني فقير ابن مسكين عن المزني وكان سماعنا من فقير بمدينة اسوان بصعيد مصر قال : قال المزني دخلت على الشافعي غداة وفاته فقلت له : كيف اصبحت يا ابا عبدالله ، قال : اصبحت من الدنيا راحلا ، ولاخواني مفارقا وبكأس المنية شاربا ولا ادري إلى الجنه تصير روحي فاهنيها أم الى النار فأعزيها ، وانشأ يقول :

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي

جعلت الرجا مني لعفوك سلما

وللشافعي في مدح السفر :

ما في المقام لذي عقل وذي أدب

من راحة فدع الأوطان وأغترب

وله في المؤاخاة :

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا

فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

Shafi 221