124

Adabin Rayuwa

آداب النفوس

Editsa

عبد القادر أحمد عطا [ت ١٤٠٣ هـ]

Mai Buga Littafi

دار الجيل-بيروت

Inda aka buga

لبنان

Nau'ikan

Adabi
Tariqa
مَرَاتِب الْعَمَل لله
وَقَالَ النَّاس يعْملُونَ على اربعة وُجُوه
فأشرفها وافضلها قوم عمِلُوا لله على التَّعْظِيم لَهُ فحسنت اعمالهم وكرمت فعالهم على وَجه عَظمته فِي صُدُورهمْ وَعظم قدره فِي قُلُوبهم فَلم يكن شَيْء احب اليهم وَلَا الذ عِنْدهم من شَيْء يَتَقَرَّبُون بِهِ اليه
وَآخَرُونَ عمِلُوا على وَجه الرَّغْبَة والحرص على جواره فَلم تكن لَهُم همة الا ترك مَا نَهَاهُم عَنهُ لعَظيم ثَوَابه وخافوا فَوَات خير مَا عِنْده من عَظِيم مَا اعد من الثَّوَاب لاهل ولَايَته
وَآخَرُونَ عمِلُوا مَخَافَة مِنْهُ وَمن عِقَابه فَكَانَت همتهم فِي الرهبة من الْعقَاب قد حَالَتْ بَينهم وَبَين الرَّغْبَة فِي الثَّوَاب وَكَانَت الاعمال مِنْهُم على وَجه الْفِرَار من الْعقَاب وَلَيْسَ يخْطر الثَّوَاب على قُلُوبهم لعظم الْعقَاب فِي صُدُورهمْ وَيَقُولُونَ فِي انفسهم ان بلغتنا اعمالنا الى الْخَلَاص من الْعقَاب لقد ظفرنا بالفوز الْعَظِيم
فَخرجت الرَّغْبَة من قُلُوبهم من كَثْرَة الرهبة فَمَا تخطر الْجنَّة بقلوبهم من عظم الْعقَاب فِي صُدُورهمْ

1 / 159