============================================================
طريقنها إلى القبول ما يلقى فى طريقها من أشعار محكمة، ونر جميل، وحكمة رصينة، وحديث شريف، بحيث لا بجد العقل طريقا للرفض، أو على الأقل لا يجد طريقا للملل ؛ لأن الأشعار والمنثور من القول والحكمة والحديث تعين على تأكيد فكرة من أفكار أدب السلوك ، وفى الوقت ذاته تبعد الجفاف عن هذه الأفكار لو أنها عرضت مجردة دون تأييد وتجميل مما يساق من شعر ونتر.
بين كشاجم كل ذلك فى منهجه فى المقدمة حين قال : "فإنى وجدت من تقذم من العلماء، وعنى بتأليف الكتب من الأدباء، قد جردوا بذكر الشراب كتبا ضمنوها من تعوت آصنافه، وأوصاف حرمه ومحلله، وتبين خصاله ولطائفه، وحدود منافعه ومضاره وضروب ملاذه ومساره، ما استغرقوا فيه المعى، واستوفوا به المدى، وأغفلوا ذكر النديم ما يجب ذكره، والتنبيه على منزلته وموقعه ، وإفراده من القول ما يبين عن فضله، ويدل على محله، إلا فى جمل أدرجوها، ولم يبسطوها، ولمع فى أطراف الكتب فرقوها ، ولم يؤلفوها، فأحببت أن أجرد فى ذلك كتابا أفصله وأبوبه، وأوفى كل معنى فيه حقه، وأضم إلى كل شكل شكله، وأجمع إلى ما تستنبطة القريحة احسن ما وجدته في هذا المعنى متفرقا فى أمثال الحكماء، ومنظوم الشعراء، ومنثور البلغاء، وأخبار الظرفاء، وأودعه من أدب الندم مالا يستغنى عنه شريف، ولا بجوز أن بخل به طريف، ليكون منهجا واضحا لمن تظر فيه، واماما يقتدى به من وقع إليه".
ويتضح من هذا أن للسابقين عليه بعض الفضل في الحديث عن بعض آداب السلوك، وإن كانت جاءت مثفرقة متباعدة فى كتبهم، آما هو فيكون له الفضل الأكبر فى إفراد كتاب مستقل لهذه الآداب ، جمع بين
أدب السلوك والمعايشة، وبين أدب القول من شعر وثر.
كما يتضح - وهذه ميزة كبرى لكشاجم - أن منهج الكتاب يخالف
Shafi 41