============================================================
2- قيام الدولة الحمدانية تولى معاوية بن أبي سفيان حكم المسامين بعد أن تنازل الحسن بن على عن بيعة الناس له، حقنا لدماء المسلمين، وجمعا لشتاتهم، وقد آحسن معاوية ومن بعده أن الناس لا يحبوتهم، ولكهم يطمعون فى المال الذى فى خزائهم، فأظهروالهم الحب، وأضروالهم العداوة، ويرهبون السيف الذى فى أيديهم فطأطأوا لهم الرعوس، وأحنوا الامات، ولكنهم فى كل الحالات ينتظرون منهم غرة اينقضوا عليهم، ويزيلوا شأفهم وقد استطاع معاوية ومن بعده أن يعيدوا العرب إلى سابق عهدهم قبل الإسلام من عصبية قبلية مقيتة، وعصبية للجنس العرن آشد متتا، وذكر للثارات وآيام العرب مما يجعل كل قبيلة تنظر لنفسها دون غيرها،
بعد آن كان الإسلام قد صهر كل ذلك وآخرج منه المعدن النغيس لالصورة البشرية الرفيعة التى تفخر بالإسلام وتدفع عنه، وبعد آن سوى الإسلام بين الناس جميعا لا فرق بين غنيهم وفقيرهم ولا بين آبيضهم وآصفرهم وآحمرهم وأسودهم وكان من نتيبة تعصبهم للهرب دون غيرهم أن زرعوا بأيديهم البغض فى نفوس غير العرب، ذلك البغض الذى تحول مع الأيام إلى تار أحرقهم وذرتهم للريح ، هذا على الرغم من آن غير العرب كانوا - كما سبق القول يظهرون لهؤلاء القوم غير ما يضمرون، ولم يكن البيت المروانى أقل تعصبا للعروبة وإذكاء لنارها من البيت السفيانى ، وبالتالى لم يكن الناس أقد عداوة هم من معاوية ومن بعده.
وجدير بنا آن نسمع القصة التالية لرى موتف غير العرب من هذا البيت الأموى، يروى الأصفهانى أنه قد "استأذن إسماعيل بن يسار النسائى على الغمر بن يزيد بن عبد الملك يوما، فحجبه ساعة ثم أذن له، فدخل يبكى، فقال له الغمر: مالك يا أبا فائد تبكى؟ قال : وكيف لا أبكى
Shafi 12