208

Adabin Annabi

الأدب النبوي

Mai Buga Littafi

دار المعرفة

Lambar Fassara

الرابع

Shekarar Bugawa

١٤٢٣ هـ

Inda aka buga

بيروت

Nau'ikan

فإن رأيت في المتسمين بالإسلام من ينطلق لسانه بالشتائم ويخوض في الأعراض وينطق بالهجر فهذا ناقص الإيمان لم تملأ العقيدة قلبه بل لا زال فيه حظ للشيطان فينطق على لسانه بالكلمات البذيئة والعبارات المستهجنة «١» . والحديث يبين أن الأخلاق لها مكانة عالية في الإيمان وأن من لم يحسن خلقه ويتأدب لسانه ضعيف الإيمان أو ناقصه وإن صام وصلّى وحج وزكى فلا يتم للمرء إيمان إلا إذا قام بكل ما أمر الله من عبادات وأخلاق وحسن معاملة للناس. والله يقول في حق رسوله ﷺ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ «٢» . ٨٦- باب: الكيّس والعاجز عن شدّاد بن أوس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني» . [رواه الترمذي وأحمد والحاكم وابن ماجه «٣»] . اللغة: الكيّس: العاقل المتبصر في الأمور الناظر في العواقب وقد كأس يكيس كيسا، والكيس: العقل. ودان نفسه: قهرها وأذلها، والهوى: ميل النفس إلى الشهوة. قيل سمّي بذلك لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية وفي الآخرة إلى الهاوية. والأماني: جمع أمنية وهي: ما يتخيله الإنسان فيقدر وقوعه من لذائذه وشهواته وبعبارة أخرى ما يتمناه الإنسان. الشرح: ما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ «٤» .

(١) المستهجنة: المستقبحة. (٢) سورة القلم، الآية: ٤. (٣) رواه الترمذي في كتاب: صفته القيامة والرقائق والورع، باب: - ٢٥- (الحديث ٢٤٥٩) .. ورواه ابن ماجه في كتاب: الزهد، باب: ذكر الموت والاستعداد له (٤٢٦٠) . ورواه الحاكم (١/ ٥٧) . (٤) سورة العنكبوت، الآية: ٦٤.

1 / 212