نمام، لا يأمر بمنكر ولا ينهي عن معروف، ولا يكذب على الناس، ولا يغرر بهم، ولا يقول بغير علم، ولا يحرك لسانه سخرية بأحد، بل لسانه حلو، لا يصدر منه للناس إلا الخير وكذلك المسلم لا يؤذي الناس بيده، فلا يقلع زرعهم أو يسم حيوانهم أو يهدم بنيانهم أو يغير حدودهم، أو يضربهم، أو يقتلهم، أو يستلب أموالهم، أو يكتب بيده في ثلم أعراضهم، والحط من كرامتهم، والتضليل لهم، أو يعين عليهم عدوهم، أو يحرش الظلمة بهم، بل يده شريفة نزيهة، لا تعمل إلا الخير، ولا تخط إلا الحق، ومن الخير والحق إيذاء الولد تربية له وتأديبا، وإقامة الحدود من جلد أو قطع، أو قتل على من سعى في الأرض فسادا، وهدّد الناس في أموالهم ودمائهم وأعراضهم وكذلك لا يؤذي الناس ببصره أو سمعه، أو صوته أو رجله أو غيرها من أعضائه بل كله للناس سلم، وهو لهم خير.
أما المهاجر بحق: فهو الذي لم يقف عند الهجرة الظاهرة من ترك دار الحرب إلى دار الأمن، بل هجر كل ما نهى الله عنه، فلا يقتل ولا يسرق ولا يزني ولا يفسق، ولا يشهد الزور، ولا يشرب الخمور، ولا يبخل أو يسرف أو يداهن أو ينافق- إلى غير ذلك من الأمور المحرمة- بل ضرب بينه وبين المعاصي حجابا وسورا، فكل عمله في دائرة الخير والواجب. والحديث يبين في جلاء أن الظواهر لا يعبأ الله بها إذا لم يؤيدها الأعمال الدالة على صدقها.
٤- باب: علامة المؤمن
عن أنس ﵁، عن النّبيّ ﷺ قال: «لا يؤمن أحدكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه» . [رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي] «١» .
اللغة:
المحبة: الميل إلى ما يوافق المحب من حسن وجمال، أو فضل
_________
(١) رواه البخاري في كتاب: الإيمان، باب: من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه (١٣) . ورواه مسلم في كتاب: الإيمان، باب: الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب ... (١٦٨) . ورواه النسائي في كتاب: الإيمان، باب: علامة الإيمان (٥٠٣١) .
1 / 16