============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف (20) باب اسقاط الصوفية 3 وأما إسقاط الصوفية، فلحقيقة الإخلاص، وإسقاط رؤية الناس والتبرئ من تعبد الخلق، قال الله عز وجل : ألا لله الدين الخألص}، وقال عز وجل : فمن كأن يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صألحا ولا يشرك بعبآدة ربه آحدا}، وقال عز وجل : 6 {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) :.
ثم الصوفية وجدوا نفوسهم بحب الإشراك في العبودية وأن تحمد بأفعالها، وأن ترائي (9) الناس بأعالها ، لأن النفوس على هذه جبلت، فهي تميل إلى ثتاء الخلق والرياسة والمحمدة بما لم تفعل، وكل ذلك مستقيم في النفوس برؤية الخليقة ، لأن النفس ما دامت ترى الخلق لا بدلها من تعبد الخلق إلى أن يأتيها العزم والرحمة من الله تعالى فتقهرها وتغني عنها بالصولة رؤية الخلق في معاملة الحق سبحانه، وتصحيح ذلك بالإسقاط، 12 وأن يرى جميع الخلق في جملة الأموات، وأنهم لا يملكون ضرا ولا تفعا ، لأن الرياء والشرك وعزها يظهر من رؤية الخليقة والنظر إليهم والاستماع منهم وبما يأتون من المدح والإطراء والتزكية.
15 وليس شيء أضر على الصالحين والنساك والزهاد بعد تحقيق أحوالهم والوقوف في حقائق مقاماتهم من ثلاث : من فتنة النساء ورؤية الخليقة وحب الرياسة، وكذلك يضر على الصديقين والعارفين والصوفية إلا من عصمه الله وسدده ووفقه بالإسقاط والإخلاص 18 ليسلم دينه من غوائل النفوس وشرئتها ودقائق بوائقها، وقل من ينجو منها، والعجب ممن نجا من ذلك كيف نجا، فإن آخر ما يخرج من قلوب الصديقين حب الرياسة، وقد قيل: حب الرياسة داء لا دواء له.
في: هو ص9) مستقيم: مستقيمة ض: 4) القرآن الكريم 3/39.
4)-5) القرآن الكريم 110/18.
1) القرآن الكريم 5/98.
19) راجع المقدمة الألانية.
ن ..
Shafi 56