وبخروج المرأة من الحجاب إلى السفور، ثم إلى العمل والكسب، ازداد الشعب إحساسا بالحريات السياسية والاجتماعية.
وظهرت القصة في الأدب المصري الحديث، والمتأمل للقصة المصرية العصرية يجد فيها قصة أبناء الطبقة المتوسطة، وقل أن تتجه نحو العمال، ولا تكاد تعرف الباشوات والبكوات.
إن الطبقة الجديدة، الطبقة المتوسطة في مصر، هي التي أوجدت القصة المصرية.
وقد تألم كتاب القصة؛ لأني لمتهم على التقصير في الإتقان الفني، ولكني أنتهز هذه الفرصة الآن لأن أقول إن لكتاب القصة أكبر الفضل.
لقد جعلوا الحب كلمة مألوفة وفكرة مألوفة في أمة كانت تقاطع الحب، وأكسبوا مصر بذلك سعادة جديدة، ووثبوا بنا إلى المستقبل الحر.
لقد كنا نتزوج قبلا بلا حب في نظمنا الإقطاعية الماضية، وكنا نسأل قبل الزواج عما تملك الفتاة أو ينتظر أن تملك من فدادين أبيها الإقطاعية!
أما الآن فإن شبابنا وفتياتنا يسألون عن الحب وينتظرونه، وهم بذلك يحيون الحياة الصالحة، حياة السعادة، وكثير من هذا التطور يعود الفضل فيه إلى تفشي قصص الحب بيننا.
والقصة هي حركة رومانتية ابتداعية ثائرة على تقاليدنا القديمة، وهي تنبع من إحساس الشعب (والطبقة المتوسطة منه) وليس من إحساس الخاصة.
وكما أن كلمة (رومانتية ) تعني العامية، فإن دعاة القصة في مصر قد دعوا أيضا إلى اللغة العامية، كأنهم يريدون أن يلتزموا حرفية الكلمة.
إن الرومانتية هي الفضيلة الذهنية الأولى لكل أدب جديد.
Shafi da ba'a sani ba