والقول الرابع: أنها مشتقة من اللغو، وهو الباطل، قال الله ﷿: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) قال الخليل: وهو الباطل، قال ومنه قول الله ﷿: (لا تسمع فيها لاغية) أي كلمة باطل فاحشة، والله أعلم بكتابه.
واللغا مقصور يكتب بالألف مثل اللغو، قال العجاج:
فالحمد لله العلي الأعظم ... ذي الجبروت والجلال الأفخم
ورب كل كافر ومسلم ... ورب أسراب حجيج كظم
عن اللغا ورفث التكلم
يعني عن الباطل. ووجه الاشتقاق أن هذه اللغة أبطلت ما قبلها، وجعلته كالمحال الذي لا يقال، والباطل الذي لا يسمع، ومعناه قريب من معنى الفصل الذي قبله، وهما جميعًا في التصريف يجريان مجرى الباب الذي قبلهما، ويغنيان به عن شرح تصريفهما.
والقول الخامس: أنها مشتقة من النغي وهو الكلام. قال أبو عبيد: يقال أبو عبيد: يقال سمعت منه نغية، وهو الكلام الحسن، وأبدلت من النون لام، وبني منه لغية على وزن فعلة، وإبدال اللام من النون كثير من كلامهم، مثل لمق الكتاب ونمقه - وهتن وهتل، وأدكن وأدكل - من الألوان - وغير ذلك مما لو ذهبنا إلى استقصائه لاحتاج إلى جزء مفرد نجرده له، ويكون وزنها فعلة وأصلها لغية، ويجري أمرها مجرى لغوة من اللغو، وعلى ذلك التعليل بعينه، وذاكرت أبا أسامة بهذا الوجه لما عن لي فأعجبه.
والقول السادس: أنها مشتقة من لاغ الشيء يلوغه لوغًا إذا أراده في فمه ثم لفظه - عن ابن دريد - ويقال أيضًا: سائغ لائغ، ويقال: سيغ ليغ - عن ابن الأعرابي - ويكون وزنها فعلة، وأصلها لوغة، فاستثقلت ثلاث ضمات متتابعات، لأن الواو بمنزله ضمتين،
1 / 123