ويسمى الثلاثاء جبارًا لأنه هدر لا يكره ولا يستحب، وكذلك كل ما لم يعتد به قيل له جبارًا، ومن هاهنا قيل ذهب دمه جبارًا أي هدرًا. قال الأفوه - واسمه صلاءة بن عمرو أبن عوف بن منبه بن أود بم صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أددٍ، قال ابن الكلبي: أود ابن معد بن عدنان وإنما انتقلوا فقالوا: أود بن صعب -:
حكم الدهر علينا أنه ... ظلف ما نال منا وجبار
جبار: يعني هدرًا ومنه: جرح العجماء جبار، وأصله من جبرت العظم وكأن هذه الأشياء السهلة الهنية يلغى ذكرها جبرًا للمسلم، واعتمادًا لشمل الصلح، ويقال: جبرت العظم، فجبر هو، قال العجاج: قد جبر الدين الإله فجبر ومنه الجباير الاسورة، شبهوها بحبائر العظم الكسير، وواحدها جبارة، وقال الأعشى: وأرتاك كفًا في الخضا - ب ومعصما ملء الجبارة وجمعها جبائر وأنشد الخليل في كتاب " العين " وهو مليح:
وتناولت كفها ... فاتقت بالجبائر
ثم قالت واستضحكت: ... هكذا غير صاغر
وأما الظلف فهو الهدر أيضًا قال اللغويون: الظلف شبه الأخذ للشيء ومنه الظلف وقد جاء الظليف بوزن فعيل بمعنى الظلف، قال رجل من بني ربيعة بن ذهل بن شيبان، يصف رجلًا منهم عقر فرسه لضيفه:
هو العاقر الحواء ليلة لم يصب ... لأضيافه إلا الشريعة في اللبد
فقال: كلوها في ظليف فإنني ... سأورثها من وارثٍ باخل بعدي
1 / 104