وقال المكتفي أبو محمد علي بن أحمد - لما كان كاتبه معه بالري أحمد بن أبي الأصبغ يكاتب عبد الله بن سليمان بن وهب بأخباره، فينهيها إلى أبيه المعتضد، فلما اجتمعا عاتبه المعتضد، قال فلم أزل أقارب وأباعد حتى صدقني عن المخبر له، وزال ما في نفسه، فقالت:
ولما رأيت العذر يظلم وجهه ... ولم يبق إلا أن أقول فأكذبا
خلطت بحق باطلا فتشبها ... وجئت من الباب الذي كان أصوبا
ونحو من هذا قول علي بن الجهم بن بدر - مولى بني سامة بن لؤى وهو يدعا "؟ " فيهم صميمًا:
وفتى ضاقت مذاهبه ... ضاق ذرعًا بالذي صنعا
جعل الإقرار جنته ... حين رام العذر فامتنعا
وقال آخر في ذم المعاذير، ونسبها إلى الأكاذيب:
جد لي بغفرانك من قبل أن ... أخضع بالعذر وأن ارغبا
فالعذر لا يسلم من زخرف ال ... كذب، وما أنشط أن أكذبا
وكتب إلي بعض عمال السلطان معتذرًا من تأخر كتابه عني بأن قال: فإن رأيت أن تسامحني بما في غضون اعتذار المعتذر فعلت إن شاء الله تعالى. وقال قائل: زاد على هؤلاء كلهم في حسن القول وجودة المعنى:
إياك والأمر الذي إن توسعت ... موارده ضاقت عليك المصادر
فلما حسن أن يعذر المرء نفسه ... وليس من سائر الناس عاذر
وأشعر منه وأحكم كعب الغنوي إذ يقول:
1 / 78