Adabin Larabawa
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
Nau'ikan
اعتنق الفرس الإسلام ولم يكونوا كالمسلمين العرب، وتعلموا العربية ولكنهم لم يفكروا كالعرب ولم يتخيلوا مثلهم، فدخل بذلك تعاليم جديدة في الإسلام ظهرت في التشيع والتصوف، وغمر الأدب العربي بمنتوجات فارس الأدبية.
مراكز الحياة العقلية:
الحياة تكون في المدن طبعا مختلفة عن السواد، وقد تمتاز كل مدينة بعلم لأسباب أدبية.
فظهور النبي في مكة وهجرته إلى المدينة جعل لهما صبغة علمية خاصة، وكثرة الأحداث السياسية في العراق وتتابع الفتن أنشأ المذاهب الدينية، ووجود الدولة الأموية في الشام كيف الحياة العلمية فيها.
فأهم المراكز العقلية هي: (1) مكة والمدينة في الحجاز. (2) البصرة والكوفة في العراق. (3) دمشق في الشام. (4) الفسطاط بمصر. (1)
الحجاز:
مكة والمدينة؛ مركز لطلاب الحديث والفقه والتاريخ، فاقت المدينة مكة لكثرة مهاجرة الناس إليها، فهي مقر الخلافة وكبار الصحابة، لا يبرحها كبار قريش إلا لحاجة ماسة، وبها كانت توزع الأسرى. فلكل هذه الأسباب المتقدمة كانت تزدحم فيها الناس من كل طبقة.
إن هؤلاء الأسرى كانوا من طبقة عالية من مختلف الأمم التي دوخها العرب، وبتوزيعهم على العرب صبغوا الحياة الإسلامية بعقلية تخالف من بعض الوجوه عقلية العرب؛ لأنهم أبناء علم منظم.
كان في المدينتين حياتان متناقضتان: حياة زهد وتقى وعلم؛ لوجود الصحابة الأنقياء القانتين، وحياة لهو وتمتع أنتجت فنا وأدبا. وقد امتلأت المدينة ومكة بالمغنين والمغنيات؛ لأن طبقة العرب العليا كانت هناك، وكانوا يتسابقون إلى اقتنائهم ويتهادونهم كما يتهادون بالسلع. (2)
العراق:
Shafi da ba'a sani ba