Adabin Larabawa
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
Nau'ikan
اليهودية والنصرانية اللتان حملتا معهما إلى الجزيرة بعض الثقافة اليونانية من الفلسفة والأدب، إلى جانب علوم التوراة وما فيها من تاريخ التكوين وحديث الثواب والعقاب والبعث والجنة والنار إلخ.
وحملت اليهودية أيضا الزراعة والصناعة.
فمن هذه العوامل دخلت اللغة ألفاظ جديدة لأغراض جديدة، وتأثرت العقول بمبادئ جديدة لم يألفها العرب؛ كالشك والزهد إلخ.
نعم، إن دخول هذه الثقافة لم يكن منظما، ولم تسر سيرا سريعا لتبدي العرب وأميتهم، وإعراض السواد الأعظم عن كل ما هو جديد. وهذا شأن كل أمة في اقتبال الجديد واعتناقها له مهما كانت عريقة في الحضارة.
وقصارى الكلام أن تثقف العرب كان بطيئا ضيق النطاق، فأهل الحيرة عرفوا شيئا من علوم الفرس واليونان وآدابهم، وغساسنة الشام أدركوا أشياء من حضارة الرومان واليونان وآدابهم، وأهل اليمن كانوا متصلين منذ عهد بعيد بالفرس والحبشة والرومان.
علومهم:
أما غير هؤلاء من عرب الجزيرة فكانوا لا يدركون من العلم والفن إلا ما توصلوا إليه بالتجارب والاختبار. إننا نستطيع أن نسميه علما بالنسبة لأيامهم، وهاك بعض علومهم: (1)
علم النجوم: عرفوا شيئا منه لحاجتهم لمعرفة الفصول والرياح والسرى والأمطار، كما عرف جيرانهم، إخوانهم الفينيقيون، نجمة القطب ليهتدوا بها في مخر البحار. (2)
الطب والبيطرة: عالجوا أنفسهم وحيواناتهم بالعقاقير والكي والحجامة، ثم بالرقى والطلاسم. (3)
علم الأنساب: حرصهم على عصبيتهم أوجد هذا العلم. (4)
Shafi da ba'a sani ba