خاصة وسائر الحيوان وهى كثيرة مفرطة الكثرة فى بلد من بلدان مصر يقال له الأشمون ولا يقرب احد من الشط راكبة ولا ماشية ولا سبع ولا غير ذلك الا اختطفه دائبا يرصد ذلك وبحذاء هذا الموضع من الجانب الآخر قرية يقال لها أنصنا لا يقربها تمساح بتة والناس منه آمنون فان وقع منها الى ذلك الموضع ايام المد تمساح بقى منقلبا (a) على ظهره حتى ان الصبيان يجتمعون عليه يغطونه فى الماء ويلعبون به فاذا جاوز هذه القرية عاد ضاريا على ما لم يزل عليه، وكذلك الحال فى فسطاط مصر من فوق الفسطاط باميال الى اسفل منه باميال نحو عشرة فانها بين هذين الموضعين لا تمر الا منقلبة على ظهورها، وفى قرية يقال لها بدرسانه العرا (b) من ارض مصر كنيسة للروم ينزل الناس اليه نيفا وعشرين مرقاة وهناك سرير تحت السرير رجل ميت مشدود فى نطع وفوق السرير تور رخام عظيم فى جوفه (c) باطية زجاج فى جوف هذه الباطية فتيلة نحاس مجوفة يجعل القيم بامر الكنيسة فى جوف هذه الفتيلة النحاسية فتيلة كتان ويصب فيها زيتا ويشعله فلا يلبث ان تمتلئ الباطية الزجاج من الزيت حتى يفيض الى (d) ذلك التور الرخام فيأخذ قيم الكنيسة من ذلك الزيت الذى يسيل دائما فيسرج به قناديل الكنيسة ويبيع منه ما ينفق على نفسه وعلى قوام تلك الكنيسة قال وقد صار الى هذا الموضع رجل اثق به حتى نظر الى ذلك ورفع الباطية عن التور وافرغ الزيت عن الباطية والتور جميعا واطفأ النار ثم اعادهما (e) جميعا الى السرير فاعاد فتيلة وصب زيتا من عنده اشعله فلم يلبث ان فاض الزيت الى الباطية الزجاج ثم فاض منها الى التور الرخام فاذا اخرج ذلك الميت من تحت السرير انطفت تلك النار ولم يفض الزيت، وذكر اهل القرية لهذا الرجل الذى
Shafi 81