ويغسل تلك الكورة بأسرها ويجرى ذلك الماء الى مزارعهم فى مجار قد اتخذوها لهذا الامر لا يتعطل معه شىء من هذه المياه، ولم يكن لهم سور فى القديم واحدث ذلك بعد فتنة ابن يعفر ملكهم ولمدينتهم شارع يشقها بنصفين وينفذ الى واد يجرى فيه السيول ايام المطر فى عرض دجلة او اقل منها ويسمى السرار (a) وعلى ضفتيه (b) قصور مبنية من الجص والآجر والحجارة وعامة هذه القصور للدباغين واليه (c) ايضا ينفذ فوهة ازقتها وسوقها فى ناحية مما يلى قبلتها وبعض هذا الشارع ولكل واحد من ازقتها بابان يفضى احدهما الى هذا الشارع والآخر الى سور البلد ومسجد جامعها بقرب سورها مبنى من حجارة وجص وهو مسجد كبير وذكر فقهاء تلك الناحية ان هذا المسجد بنى بأمر رسول الله صلعم بعهده وان فى موضع المحراب قبر نبى من الانبياء وكان يعظم ذلك قبل بناء المسجد فى المتقدم من اجل ذلك وانه تولى بناءه رجل من اصحاب النبى صلعم، وقبالة المسجد الجامع بالقرب منه على قدر عشر اذرع قلعة اساسها من الصخر وهى تعرف بغمدان موضع التبابعة بناها سام بن نوح وذكر فقهاؤهم انه اول بناء بنى بعد الطوفان وسمكها مرتفع جدا وقد نقض (d) عامة حواليها واستعمل ما خرج منها من الحجارة حتى قال بعضهم انه اكتفى بما خرج منها من الحجارة عن نقل الحجارة اليها من غيرها، وفى هذه القلعة بئر يستقى منها الماء الى هذه الغاية ويقولون انها بئر سام ابن نوح، وفيها بئر اخرى وهى البئر التى وجد فيها قتيل من المسلمين فى خلافة عمر فاشترك فى قتله سبعة نفر فقتلهم عمر جميعا به وقال لو تمالى عليه اهل صنعاء لقتلتهم به وهذا حديث معروف رواه سعيد ابن المسيب عن عمر وغيره عن عمر، واذا ارتقى المقى الباقى من بناء
Shafi 110