إلى وطنه (١). وقد حن رسول الله ﷺ إلى مكة إذ هي دار مولده (٢).
[وفد أصيل الغفاري على رسول الله ﷺ قبل أن يضرب الحجاب، فقالت له عائشة ﵂]: كيف تركت مكة؟ قال: تركتها وقد (اخضرت جنباتها) (٣)، وابيضت بطحاؤها، وانتشر سلمها، وأعذق إذخرها، فقال النبي ﵇ (*) [١/ب]: دع القلوب تقر.
وحدثني بفاس في سنة أربع وسبعين وسبع مئة، شيخنا الفقيه المحدث الراوية المسند الحاج الرحال الصالح المعمر أبو عبد الله محمد بن سعيد الرعيني المعروف بالسرّاج، وشيخنا الفقيه القاضي الخطيب العالم المفتي المدرس أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الملك الفشتالي؛ قالا: حدثنا الفقيه الخطيب الحاج الرحال المحدث الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي نزيل فاس، عن الفقيه الخطيب الصالح أبي عبد الله محمد بن صالح بن أحمد بن محمد الكناني الشاطبي عن الفقيه القاضي أبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن
_________
(١) جملة ظهر منها: وإن؟. . . مستوطنه.
(٢) تآكلت ثلاثة أسطر وظهر نحو سطرين، ثم تعانقت النسختان المخطوطتان. وما بين معقوفتين غير ظاهر في نسخة الرباط. وفيه أصيل الخزاعي والحديث: قدم أصيل الغفاري على رسول الله ﷺ قبل أن يضرب الحجاب، فقالت له عائشة ﵂ كيف تركت مكة؟ قال اخضرت جنباتها، وابيضت بطحاؤها، وأعذق إذ خرها، وانتشر سلمها. . الحديث. وفيه: فقال له رسول الله ﷺ ويها يا أصيل، دع القلوب تقر» أخرجه الخطابي في غريب الحديث من طريق الزهري، وأبو موسى المديني من وجه آخر. وانظر: المقاصد الحسنة للسخاوي ١٨٣ وكشف الخفا ومزيل الإلباس ١:٣٤٦، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير ١:٣٣ والإذخر: حشيشة طيبة الرائحة، تسقف بها البيوت فوق الخشب. وأعذق أي صار له أعذاق. والسلم: شجر.
(٣) في الأصل: وقد (اخضر؟) ثمامها. وكلمة (اخضر) غير واضحة. والثمام نبات.
(*) من هنا تبدأ نسخة م (دار الكتب المصرية) وإحالات الأرقام عليها.
1 / 23