مقدمة المحقق
١) يعد القرن الثامن-الهجري-أكثر عهود دولة بني الأحمر (من بني نصر) زهاء وقوة وتمكنا؛ فقد كانت أيامهم في القرن السابع (منذ سنة ٦٣٥) تثبيتا لحدود الدولة وإرساء لدعائمها، ورسما لسياستها، وتهيئة للأسرة الحاكمة وأصهارها ومن يلوذ بها في أنحاء المملكة الفتية وكان استقرار الأمور وهدوؤها-في القرن الثامن-نسبيا، فقد شهد النصف الأول منه حروبا سجالا مع قشتالة وغيرها من دول إسبانيا المجاورة، بينما اتسم نصفه الآخر بالحفاظ على معاهدات السلم والهدنة التي عقدتها دولة غرناطة مع جيرانها.
وكان هذا القرن حافلا بالأعلام في الآداب والفنون والعلوم وشؤون الهندسة والعمران، وحافظ الأندلسيون على خبراتهم الموروثة، كما ظلت الأندلس الباقية منار إشعاع فكري وحضاري على الرغم من ظروفها السياسية والعسكرية القاسية.
ويكفي أن نذكر من أعلامه لسان الدين بن الخطيب (١)، وأستاذه أبا الحسن بن الجياب (٢)، وابن خاتمة الأنصاري (٣)، وابن زمرك (٤)، والشريف
_________
(١) أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الخطيب (٧١٣ - ٧٦٦) الوزير الكاتب الشاعر صاحب المصنفات الشهيرة. (انظر دراسة عنه خاصة للأستاذ عنان)
(٢) أبو الحسن علي بن محمد بن الجياب (٦٧٣ - ٧٤٩) الوزير الكاتب الشاعر له ديوان شعر، ورسائل. (وديوانه في سلسلة دراسات أندلسية)
(٣) أبو جعفر أحمد بن علي بن خاتمة (٧٠٠ - ٧٧١) متصوف، شاعر، أديب له ديوان مطبوع (وزارة الثقافة بدمشق)
(٤) أبو عبد الله محمد بن يوسف الغرناطي (٧٣٣ - ٧٩٣) شاعر من مشهوري كتاب الدولة النصرية. (انظر دراسة عنه في سلسلة الذخائر)
1 / 5