Alamun Tunani Na Musulunci a Zamanin Zamani
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Nau'ikan
1245-1300ه
كان حسن أفندي عبد الباسط الحوي خلاسي اللون يشبه الحبشي، وبوجهه أثر جدري، كان أديبا شاعرا هجاء خبيث اللسان مجيدا إلا أنه مقل، استخدم بالإسكندرية، فكان رئيس قلم في الضبطية حوالي سنة 1285ه، وبقي بها إلى سنة 1290ه، وكان بها إذ ذاك مصطفى صبحي «باشا» الشاعر المشهور، فكان يجتمع به من بها من الأدباء والشعراء فيسمرون معا ويحيون الليالي بالمذاكرة وإنشاد الشعر، واتفقوا على تسمية مجلسهم بالمربد وألا يقبلوا به أحدا إلا إذا ارتضوا به جميعا، فكان المترجم ممن رضوا به أن يكون من شعراء «المربد».
1
وكانت تمر عليهم ليال يقترحون فيها ارتجال الشعر، ويعينون عدد الأبيات والوقت الذي يجب نظمها فيه، فكان أحدهم إذا تعذرت عليه قافية وأعجله الوقت ارتجل كلمة لا معنى لها أو في معنى لا يوافق السياق وتمم بها البيت، فاجتمعت لهم من ذلك ألفاظ غريبة مضحكة سموها بالألفاظ المربدية.
ثم تنقلت الحال بالمترجم، فاستخدم معاونا بمديرية الشرقية، ثم فصل فضاق به العيش، وفتح حانوتا بالزقازيق للصيدلة القديمة المسماة الآن بالعطارة، وكان أمره بها عجبا؛ فإنه اقتنى كتبا مثل مفردات الطب وقانون ابن سينا، وصار إذا طلب منه أحدهم بيع عقار من العقاقير سأله عن سبب حاجته إليه، وقام إلى تلك الكتب فاستخرج له منها مزاياه وما يداوى به من العلل، وبقي مدة على ذلك حتى توفاه الله بعد سنة 1300ه.
ومن شعره يمدح محمدا فتح الباب أفندي كبير كتاب ديوان البحر:
رأيت العلا ترتاد
2
بعلا لنفسها
وقد خطبتها قبل ذاك الأوائل
Shafi da ba'a sani ba