Alamun Tunani Na Musulunci a Zamanin Zamani
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Nau'ikan
وحصلت بينه وبين كثير من الفضلاء محبة ومكاتبة، ومباحثة ومراجعة، وحبب إليه ربه المطالعة في الكتب النافعة فكانت هي السمير والرفيق، والتقط من بحرها فرائد فوائد أورد كثيرا منها فيما جمعه من الرسائل والكتب التي يشتغل بكتابتها في ساعات الراحة.
وكان جل إقامته وتجارته في جزيرة سنغافورة، وفي سنة 1338ه أرسل بعض أفراد أسرته إلى مكة المكرمة، ثم في سنة 1339ه أرسل من بقي منهم مع حاشيته، ثم لحق بهم فيها، وأقام بها ستة أشهر، ثم رحل بجميع أهله ومن معه من الحجاز في صفر سنة 1340ه إلى المكلا أسكلة حضرموت، وهو الآن
1
بها، وفقه الله لما به يرضى عنه بمنه وكرمه، والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله.
علي حيدر
كان الشريف علي حيدر من الأسرة التي تولت إمارة الحرمين الشريفين فينتمي سمو الأمير علي حيدر إلى أسرة آل زيد الذين حكموا الحجاز إلى سنة 1250ه، وانتهى هذا الحكم بإلقاء القبض على الأمير الشريف غالب الذي نفي هو وأولاده السبعة وحاشيته وعددها أربعة وثلاثون شخصا إلى سلانيك فتوفوا جميعا في يوم واحد، فعينت الدولة العثمانية بعده بمدة وجيزة الأمير الشريف محمد عبد المعين بن عون جد الملك الحسين والأشراف المقيمين في جهات القبة .
ويجتمع نسب آل زيد وآل عون بعد اثني عشر جدا، فلم يكن لأسرة آل عون حكم في الحجاز إلا بعد تلك الحادثة التاريخية؛ فلذلك وقعت منازعة بين الفريقين بسبب الحكم، فكانت الدولة العثمانية تعين أمراء مكة من هذه العائلة أي من أسرة آل عون حتى الحرب العظمى.
وعلى أثر ثورة الملك حسين بنهضته المعروفة وإعلان استقلاله عن الخلافة عينت الحكومة في سنة 1915م سمو الأمير الشريف علي حيدر أميرا بدلا من الحسين، تلقى علومه في السراي السلطانية مع أمراء آل عثمان، فهو يحسن اللغات العربية والتركية والفرنسية والإنكليزية، ومشغوف بالرسم والموسيقى أيضا، وكان عضوا بمجلس الشيوخ العثماني ووزيرا للأوقاف، وأميرا على مكة، هو ذو شخصية قوية ولا يضارعها أحد من أبناء عشيرته.
وقد كان تعيينه شريفا للحجاز مما صدر به الأمر ولم ينفذ لانكسار الدولة في الحرب العظمى واستقلال الشريف حسين بالحجاز.
كما أنه قد أشيع العزم على انتخابه ملكا على سورية سنة 1348ه، وهو ابن الشريف عبد المطلب.
Shafi da ba'a sani ba