حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
Mai Buga Littafi
مكتبة الرشد
Nau'ikan
في الحديث: "الدعاء مخ العبادة".
ــ
والشاهد من الآية هو أن الله جل وعلا سمى من دعا معه غيره كافرًا وهذا لا منازعة فيه مهما كان هذا المدعو سواء كان ملكًا أو نبيًا أو من هو دون ذلك.
قوله: "في الحديث: "الدعاء مخ العبادة" بدأ المصنف ﵀ بالاستدلال على كل نوع من أنواع العبادة التي ذكرها. والمصنف ﵀ سرد أنواع العبادة كما تقدم. وسنتكلم إن شاء الله على كل نوع منها بما بيسر من تعريف أو تقسيم أو سياق لبعض الأدلة زيادة على ما ذكر الشيخ ﵀ من الأدلة. فبدأ بالنوع الأول وهو الدعاء؛ لأنه أهم أنواع العبادة لما ورد في حديث النعمان بن بشير ﵄ أن النبي ﷺ قال: "الدعاء هو العبادة" ١، فدل على أن الدعاء أهم أنواع العبادات من وجهين:
الأول: أن النبي ﷺ أتى بضمير الفصل "هو" وضمير الفصل يفيد التوكيد.
الثاني: أنه أتى باللام في قوله "العبادة" فكأنه قال: "الدعاء هو العبادة لا غيرها".
والدعاء في القرآن الكريم يتناول معنيين:
الأول: دعاء العبادة هو دعاء الله امتثالًا لأمره فإنه سبحانه أمر عباده بالدعاء. فمتى دعوت الله ﷾ ممتثلًا أمره فإن دعاءك عبادة قال
_________
١ أخرجه الترمذي: "٥/٤٢٦"، وأبو داود: "رقم١٤٧٩"، وابن ماجه: "رقم٣٨٢٨"، وأحمد: "٤/٢٦٧"، والبخاري في "الأدب المفرد": "رقم٧١٤"، والحاكم: "١/٤٩١"، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
1 / 74