حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
Mai Buga Littafi
مكتبة الرشد
Nau'ikan
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاء بِنَاء
ــ
"المعبود"، أي: المستحق لأن يعبد دون سواه، وليس المراد أن من معاني الرب: المعبود وإلا لزم منه أن كل ما عبد من دون الله فهو رب وهذا ليس بصحيح. والمصنف ﵀ لم يقصد أن من معاني "الرب": المعبود، وإنما قصد أن الرب هو المستحق لأن يعبد؛ لأنه بعد أن ساق الآية من سورة البقرة ذكر كلامًا لابن كثير ﵀ وهو قوله: "الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة".
والدليل على أن الرب هو المستحق للعبادة قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ﴾، فـ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ هذا خطاب لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم. وقوله: ﴿اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ﴾، أي: أطيعوا ربكم بالإيمان والامتثال للأوامر والنواهي مع المحبة والتعظيم.
وقوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾، أي: أوجدكم من العدم بتقدير عظيم وصنع بديع، ورباكم بأصناف النعم وخلق الذين من قبلكم ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، أي: من أجل أن تحصلوا على التقوى، والتقوى: اتخاذ وقاية تحفظكم من عذاب الله باتباع الأوامر واجتناب النواهي.
وقوله تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا﴾، أي: بساطًا مهيئًا تستقرون عليها وتنتفعون بالأبنية والزراعة والسلوك من مكان إلى مكان وغير ذلك من وجوه الانتفاع.
وقوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاء بِنَاء﴾، أي: وجعل السماء بناءً لمسكنكم وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم كالشمس والقمر والنجوم.
1 / 66