حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
Mai Buga Littafi
مكتبة الرشد
Nau'ikan
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
﵊ ووجه الاستدلال من البعدية في قوله تعالى: ﴿وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾، ولو كان هناك رسول قبل نوح لذكر. أما في السنة فهو ما ورد في الحديث الصحيح في حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة؛ فيقول لهم: "ائتوا نوحًا فإنه أول رسول إلى الأرض فيأتون نوحًا فيقولون له: أنت أول رسول أرسلك الله إلى أهل الأرض"١. وهذا من أقوى الأدلة على أ، نوحًا ﵊ أول الرسل. فإن آدم ﵊ وصفه بأنه أول رسول إلى الأرض. وأما آدم ﵊ فقد جرى الخلاف في رسالته، هل هو رسول أو ليس برسول. ومن قال إنه رسول يقول: لا منافاة بين رسالته ورسالة نوح؛ لأن رسالة آدم كانت إلى زوجته وبنيه فقط، فهي لأناس محصورين ولم يكن في الأرض آنذاك أهل غيرهم. وأما نوح ﵊ فإن رسالته كانت إلى أهل الأرض. أو إن رسالة آدم كانت إلى بنيه وهم موحدون ليعلمهم شريعته، ونوح كانت رسالته إلى قوم كفار يدعوهم إلى التوحيد ... والله أعلم٢.
وقد ذكر بعض المؤرخين أن إدريس ﵇ جد نوح ﵇، وإذا كان جدًا لنوح فتكون رسالته متقدمة. وقال آخرون: إنه ليس جدًا لنوح
١ أخرجه البخاري: "رقم ٣٣٠٤"، ومسلم: "رقم١٩٤" من حديث أبي هريرة ﵁ وهو في "الصحيحين" أيضًا من حديث أنس ﵁. ٢ انظر: "فتح الباري": "٦/٣٧٢"، "١١/٤٣٣-٤٣٤"، وشرح مسلم للنووي "٣/٥٧".
1 / 197