حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول
Mai Buga Littafi
مكتبة الرشد
Nau'ikan
وَتَفْسِيرُهَا الَّذِي يُوَضِّحُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ .
ــ
قوله: "وتفسيرها الذي يوضحها"، أي: من القرآن الكريم ولم يكل في بيان معناها إلى أحد سواه "قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ ١" فهذا إبراهيم خليل الرحمن يتبرأ من الآلهة التي عليها قومه، ويلزم من هذا أن يتبرأ منهم أيضًا، فإبراهيم ﵊ تبرأ من الشرك وأهله مع أنهم أقرب الناس إليه: أبوه، وقومه –أهل بابل وملكهم نمرود- وقوله: ﴿إِنَّنِي بَرَاء﴾، أي: إنني بريء ﴿مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾، يعني: من الأصنام والأوثان. وقوله: ﴿إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾ يقابل قوله: "لا إله"، فمعنى: "لا إله" هو معنى ﴿إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾ وهذا نفي. ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ معنى فطرني، أي: برأني وابتدأ خلقي. وهذا فيه معنى "إلا الله"، ثم قال مؤكدًا هذه العقيدة السليمة ﴿فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾، السين هنا للتوكيد، ومعنى يهدين: أي: يرشدني ويوفقني إلى سلوك الصراط المستقيم. ﴿وَجَعَلَهَا﴾ الضمير يعود إلى كلمة التوحيد المأخوذ من قوله: ﴿إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ فهذه الكلمة العظيمة وهي كلمة التوحيد جعلها إبراهيم ﵊ باقية في عقبه، والدليل على أنه جعلها باقية في عقبه قول الله تعالى: ﴿وَوَصَّى بِهَا
_________
١ سورة الزخرف، الآيات: ٢٦-٢٨.
1 / 112