ويصلح شرب المقدار اليسير منه بالليل وعلى الريق قبل استعمال الحساء وليس يمنع أيضا من شربه مانع بعد تناول الحساء إذا مضى على ذلك مدة طويلة فأما من يستعمل في تدبيره ما يشرب فقط ولا يتناول كشك الشعير فليس يوافقه استعمال السكنجبين وحده وخاصة إذا كان يجرد الأمعاء ويسحجها وذلك أن اقتداره على هذا الفعل إذا كانت العروق خالية أكثر إذ كان لا ثقل له ومع هذا أيضا فإنه ينقص من قوة ماء العسل فإن رأيت المريض ينتفع باستعمال السكنجبين في جميع أوقات المرض منفعة عظيمة فاخلط بماء العسل من الخل مقدارا يسيرا قدر ما يتبين طعمه فيه فقط فإنه حينئذ يقل ضرره جدا وينفع ما يحتاج إلى الانتفاع به.
وحموضة الخل بالجملة ينتفع بها أصحاب المرار المر لا أصحاب المرة السوداء وذلك أن المرار المر يفسد ويستحيل إلى طبيعة البلغم إذا اقتلعه الخل وأما المرة السوداء فتغلي وتربو وتنقلع وتتضاعف في الكثرة وذلك أن الخل يعين على نفث السوداء وأما النساء فالخل في أكثر الأمر أردأ لهن منه للرجال وذلك أنه يؤلم الرحم.
[chapter 17]
Shafi 38