وكثيرا ما يجتذبون من الرأس ومن نواحي الصدر أخلاطا نية من جنس المرار ويعرض لهم سهر يمنع المرض من النضج ويشتد حزنهم ويتمرمرون وتختلط عقولهم ويعرض لهم قدام أعينهم شبيه باللمع ويمتلئ السمع منهم أصواتا وتبرد أطرافهم وتكون أبوالهم غير نضيجة وبزاقهم رقيق مالح يسير متصبغ بلون خالص ويعرض لهم عرق فيما يلي الرقبة ويصيبهم اضطراب ويتغير نفسهم في انجذابه إلى فوق ويتواتر ويعظم وتلظى أصداغهم وما أحدث من هذا صغر النفس كان أردأ ويطرحون ثيابهم عن صدورهم وترتعش أبدانهم وكثيرا ما تختلج منهم الشفة السفلى وإذا ظهرت هذه الأعراض في ابتداء الأمراض كانت دالة على اختلاط عقل شديد ويموت المرضى في أكثر الأمر ومن تخلص منهم كان تخلصه إما بخراج يحدث به وإما برعاف وإما بنفث مدة غليظة وأما بغير ذلك فلا.
وما وجدت الأطباء يخبرون من أمر المرضى كيف ينبغي لهم أن يتعرفوا ما يعرض لهم من الضعف في الأمراض هل هو بسبب خلاء العروق أو هيجان آخر أو تعب وحدة المرض وما يحدث من سائر الأعراض من قبل طبيعة البدن وحاله وأصناف ذلك.
Shafi 25