أبي زرعة أنه قال: "أنا أحفظ ستماية ألف حديث صحيح وأربعة عشر ألف إسناد في التفسير والقراءات … " (^١) وقد يسأله بعض أهل العلم عن وجوه القراءات لبعض الآيات

مستدلين بأحاديث فيعلل هذه الأحاديث أو قد يرجح بعضها على بعض، فمثلا يقول ابن أبي حاتم: "سئل أبو زرعة عن حديث رواه الحكم بن عبد الملك، واختلف في متن الحديث في الرواية، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: كان رسول الله ﷺ يقرأ (وَتَرَى النَّاسَ سَكَرَى) يعني بنصب السين بغير ألف (^٢)، ورواه الحسن بن بشير البجلي، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن عن عمران بن حصين، قال سمعت النبي ﷺ يقرأ، ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾ يعني برفع السين بألف، فقال أبو زرعة: "ليس ذا ولا ذاك قد روى الثقات فلم يذكروا فيه الحروف، لم يذكروا قراءة" (^٣)، وسئل أبو زرعة عن حديث علي بن نصر، ومعتمربن سليمان كلاهما عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان نصر، ومعتمربن سليمان كلاهما عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتة قال سمعت ابن عباس ومعاوية وعمرو بن العاص يقرؤون فاختلفوا في آداء الحرف ففي رواية علي بن نصر (وهو عليهم عَمٍ) بالخفض منون، وفي رواية معتمر (وهو عليهم عمى) يعني بالنصب منونا فقال أبو زرعة: "حديث المعتمر أصح" (^٤).

(^١) انظر: شرح علل الترمذي ص ١٩٢.

(^٢) أي بفتح السين وإسكان الكاف مع حذف الألف بعد الكاف وهذه قراءة حمزة والكسائي وخلف وحجتهم أن (فعلى) جمع كل ذي ضرر مثل مريض ومرضى، وجريح وجرحى، وهالك وهلكى … الخ. انظر: حجة القراءات لأبي زرعة عبد الرحمن بن زنجلة ص ٤٧٢ وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر للدمياطي. البناء ص ٣١٣.

(^٣) انظر: علل الحديث ج ٢ ص ٤٤٠ - ٤٤١.

(^٤) انظر: علل الحديث ج ٢ ص ٤٣٩، وانظر كذلك أمثلة أخرى في ببان علل أحاديث تتعلق في حروف القرآن، الحديث رقم (٢٨٢٢، ٢٨٢٣، ٢٨٢٥، ٢٨٢٦، ٢٨٢٧، ٢٨٢٩)، وانظر الكلام حول القراءة التي رواها سليمان بن قتة في تفسير البحر المحيط ج ٧ ص ٥٠٢ - ٥٠٣، وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير لمحمد بن علي الشوكاني اليماني ج ٤ ص ٥٠٥، وجامع البيان عن تأويل آي القرآن لأبي جعفر الطبري ج ٢٤ ص ١٢٨. وصحف اسم قتّة في البحر المحيط إلى قتيبة- وأحسبه خطأ مطبعيا- والصواب سليمان بن قتّة بفتح القاف ومثناة من فوق مشددة وقتة أمه التيمي مولاهم البصري. انظر: غاية النهاية ج ١ ص ٣١٤.