ولنعد الآن إلى بول سالبري الذي أهملنا ذكره لاهتمامنا بسواه، فقد كان هذا الرجل كما عرفه القراء لا أدب له ولا ذمة، وكان قد انضم إلى فيلكس ورفيقه ووعدهما بمعاونتهما في مشروعهما لسببين؛ أحدهما الانتقام من البارون، والثاني الطمع بالكسب، فقد وعدوه بمبلغ جزيل إذا اعترف لدى المحكمة بما كان بينه وبين البارون.
ويذكر القراء أنه حين حاول ميشيل تخدير الثلاثة بالخمر التي جاء بها من القصر خلا ببول فأعطاه ألف فرنك وقال له: اذهب ونم، فإننا مسافرون عند الفجر وأنت محتاج إلى الرقاد.
ومثل هذا الشقي يبلغون منه ما يريد حين ينفحونه بمثل هذا المبلغ، فقبض المال وذهب إلى سريره دون أن يفوه بكلمة.
وكان الشراب قد تمكن منه فنام من فوره، وبعد ساعة؛ أي بعد أن زال الخمار صحا من رقاده وقد سمع لغبا، فوثب من سريره وأطل من النافذة فرأى ميشيل يحمل الثلاثة إلى المركبة وهم كالأموات، فأسرع بالنزول ودنا من ميشيل فوضع يده على كتفه، فالتفت ورأى بول فقال له: أهذا أنت؟
قال: نعم، فماذا تصنع؟
قال: كما ترى فإني أتأهب للسفر، فهل تأتي معي؟
قال: إلى أين؟
أجاب: إلى مسافة ميل من هذه الخمارة حيث نوصل أصحابنا.
قال: لعلهم مسافرون؟
أجاب: نعم.
Shafi da ba'a sani ba